الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: المطلع على أبواب المقنع ***
الجنائز: جمع جنازة، قال صاحب «المشارق» فيها: الجنازة بفتح الجيم وكسرها: اسم للميت والسرير؛ ويقال للميت، بالفتح وللسرير بالكسر، وقيل بالعكس. آخر كلامه. وإذا لم يكن الميت على السرير، فلا يقال له: جنازة، ولا نعش، وإنما يقال له: سرير. نص على ذلك الجوهري، وقال الأزهري: لا تسمى جنازة، حتى يُشدَّ الميت مكفَّناً عليه. وقال صاحب «المجمل»: جنزتُ الشيء: إذا سترته، ومنه اشتقاق الجنازة. «وعيادة المريض» أي: زيارته وافتقاده، قال القاضي عياض: سميت عيادة، لأن الناس يتكررون، أي: يرجعون؛ يقال: عدت المريض عوداً وعيادة، الياء منقلبة عن واو. «التوبة» تقدم في باب الحيض. «نُزل به» مبني للمفعول، قال القاضي عياض: أي: نزل به الملك ليقبض روحه. «سورة يس» هو بسكون النون: حكاية للقراءة. قال الزجاج: وبعضهم يقول: يسنَ، بفتح النون على أنه اسم للسورة حكاية، كأنه قال: اتل بسنَ، ويسن على وزن هابيل وقابيل، لا ينصرف، والتسكين أجود، لأنها حروف هجاء. جاء في التفسير معناه: يا إنسان، وجاء أيضاً: يا رجل، وجاء أيضاً: يا محمد، والذي عند أهل العربية أنه بمنزلة «ألم» افتتاح السورة. «وسجَّاه» قال الجوهري: سجَّيت الميت تسجية: إذا مددت عليه ثوباً. «مرآة» هي بكسر الميم: التي ينظر فيها، وبفتحها: النظر الحسن، كلاهما عن الجوهري، ويأتي في محظورات الإحرام أتم من هذا. «صدغيه» الصدغ: ما بين العين والأذن، قاله الجوهري. «مع سريته» قال الجوهري: السُّرية: الأمة التي بوأتها بيتاً، وهي: فعلية، منسوبة إلى السر، وهو الجماع أو الإخفاء، لأن الإنسان كثيراً ما يُسرها ويسترها عن امرأته، وإنما ضُمت سينه، لأن الأبنية قد تُغير في النسبة خاصة، كما قالوا في النسبة إلى الدهر: دُهري، وإلى الأرض السهلة؛ سُهلي، والجمع السراري. وكان الأخفش يقول: إنها مشتقة من السر، لأنه يُسر بها، يقال: تسررت جارية، وتسريت، كما قالوا: تظننت وتظنيت. وقال الأزهري: السرية: فعلية من السر، وهو: الجماع، وسمي سراً، لأنه في السِّرِ يكون؛ وضموا السين ولم يكسروها؛ لأنهم خصوا الأمة بهذا الاسم؛ فولَّدوا لها لفظاً فرقوا به بين المرأة التي تنكح، وبين الأمة التي تتخذ للجماع. «فينجيه» أي: يغسل موضع النجو؛ قال الجوهري: النجو: ما يخرج من البطن.
«شفتيه» تثنية شفة؛ بتخفيف الفاء. «وفي منخريه» تثنية مَنْخِر، بفتح الميم، وكسر الخاء. قال الجوهري: المنخر: ثقب الأنف، وقد تكسر الميم اتباعاً لكسر الخاء، كما قالوا: مِنتن، وهما نادران، والمنخور لغة فيه. آخر كلامه. قال شيخنا أبو عبد الله بن مالك رحمه الله: كل ما في كلامهم مفعول، فهو مفتوح الميم، إلا «معلوقاً»: اسم لما يعلق به الشيء، و«مغروداً» ضرب من الكمأة، و«مزموراً» لغة في المزمار، و«مغبوراً، ومغثوراً، ومغفوراً» الثلاثة: اسم لشيء ينضحه شجر العرفط حلو كالناطف، «ومنخوراً» فهذه سبعة ألفاظ، وما سواها مفتوح. «فيغسل برغوته» قال الجوهري: الرغوة فيها ثلاث لغات، رَغْوَة، ورُغوَة ورِغْوة، وزبد كل شيء: رغوته وهي معروفة. والاشنان تقدم. «ينق» تقدم في الاستنحاء. «والخلال» قال الجوهري: الخلال: العود الذي يتخلل به، وما يخل به الثوب، والجمع الأخلة. «ثلاثة قرون» القرن: الخصلة من الشعر، والجمع قرون. قاله الجوهري. «ويسدل» أي: يرخي ويرسل، وقد تقدم معناه في باب ستر العورة. «حشاه بالقطن» هو بسكون الطاء وضمها كعُسْر، وعُسُر. «فبالطين الحر» أي: الخالص. «والتشهيد» الشهيد: ثلاثة أقسام: شهيد الدنيا والآخرة، وهو: المقتول في المعركة مخلصاً، وشهيد في الدنيا فقط، وهو: المقتول في المعركة مُرائياً ونحوه. وشهيد في الآخرة فقط، وهو: من أثبت له الشارع الشهادة، ولم تجر عليه أحكامها في الدنيا، كالغريق ونحوه. وسمي شهيداً، لأنه حي، وقيل: لأن الله تعالى وملائكته شهدوا له بالجنة، وقيل: لأن الملائكة تشهده، وقيل: لقيامه بشهادة الحق حتى قتل، وقيل: لأن الملائكة تشهده، وقيل: لقيامه بشهادة الحق حتى قتل، وقيل: لأنه يشهد ما أعِدَّ له من الكرامة بالقتل، وقيل: لأنه شهد لله بالوجود والإلهية بالفعل، كما شهد غيره بالقول، وقيل: لسقوطه بالأرض، وهي الشاهدة، وقيل: لأنه شُهد له بوجوب الجنة، وقيل: من أجل شاهده، وهو: دمه، وقيل: لأنه شهد له بالإيمان، وحسن الخاتمة بظاهر حاله. فهذه عشرة أقوال، ذكر السبعة الأول: ابن الجوزي، والثلاثة: ابن قرقول في «المطالع». «يزمِّل في ثيابه»: أي: يلفُّ، قال الجوهري: زمله في ثوبه، أي: لفه فيه. «ولد السقط» السقط: المولود قبل تمامه بكسر السين، وفتحها وضمها، والسقط أيضاً: منقطع الرمل، والساقط من النار عند القدح، باللغات الثلاث فيهما، كله عن الجوهري، وابن السكيت وغيرهما.
«بعد تجميرها» بالجيم، أي: بعد تبخيرها عن عياض وغيره. «ويجعل الحنوط» قال القاضي عياض: والحنوط، بفتح الحاء: ما يطيب به الميت من طيب يخلط، وهو الحناط، والكسر أكثر. «كالتُّبَّان» التُّبان، بالضم والتشديد، سراويل صغير مقدار شبر يستر العورة المغلظة فقط يكون مع الملاحين، كله عن الجوهري. «ومثانته» قال الجوهري: المثانة: موضع البول بالثاء المثلثة. «ومنافذ وجهه، ومواضع سجوده» منافذ وجهه: عيناهُ، وفمه، وأنفه، ومواضع سجوده: جبهته، وأنفهُ، وكفاهُ، وركبتاهُ، وقدماه. «ومئزر» المئزر، بكسر الميم مهموزاً: الإزار، كقولهم: مِلحف، ولِحاف، ومِقرام، وقِرام، كله عن الجوهري. «منقلبنا ومثوانا» يجوز أن يكونا مصدرين، أي: انقلابنا، ومثوانا، ويجوز أن يراد بهما: المنزل. قال الجوهري: المنقلب: يكون مكاناً، ويكون مصدراً. وقال أبو السعادات: المثوى: المنزل. «والسنة» السنة في اللغة: السيرة، أنشد الجوهري للهذلي. فلا تَجْزَ عنْ مِنْ سُنَّةٍ أنْتَ سِرتَها فأوَّل راضٍ سُنَّتةً من يَسِيرُها والسنة: الطريقة التي سنها رسول الله، وشرع الاجتماع عليها، وجمعها: سنن، كغرفة، وغرف. «نزله» النزل، بضم النون والزاي: ما يهيأ للضيف أول ما يقدم، وقد تسكن زايه. «وأوسع مدخله» بفتح الميم، أي: موضع الدخول. وأما بضم الميم، فهو الإدخال، وليس هذا موضعه. «وزوجاً» الزوج بغير هاء، للذكر الأنثى، قال الله تعالى: {اسكن أنت وزوجك الجنة} وقد يقال مرأة الرجل: زوجة بالهاء، حكاها الخليل، والجوهري؛ وخلق سواهما من أئمة اللغة رحمه الله تعالى عنهم، وأنشدوا على ذلك شواهد يطول ذكرها. وفرطاً وأجراً» الفرط، بفتح الفاء والراء: الذي يتقدم الواردة، فيهيىء لهم ما يحتاجون إليه، وهو في هذا الدعاء الشافع يشفع لوالديه وللمؤمنين المصلين عليه، حكاه القاضي عياض. «سلف المؤمنين» قال الجوهري: سلف الرجل: آباؤه المتقدمون. «عذاب الجحيم» الجحيم: اسم من أسماء النار، قاله الخليل، والجوهري، وغيرهما، قال الخليل: هي النار الشديدة. «على الغالِّ»، الغالُّ لغة: هو الخائن، قال القاضي عياض: لكنه صار في عرف الشرع لخيانة المغانم خاصة، يقال: غلَّ، وأغل، وحكى اللغتين جماعة غيره. «على الجوارح» جمع جارحة، وهي الأعضاء التي يكتسب بها الإنسان، قاله الجوهري.
«ولا يسجى القبر»، أي: يغطى، قال الخليل: سجيت الميت: غطيته بثوب. «ويلحد له» يلحد بضم الحاء وفتحها، يقال: لحد، وألحد، لغتان مشهورتان، حكاهما غير واحد. واللحد، بفتح اللام: الشق في جانب القبر، قاله الجوهري، قال: والضم لغة فيه. «اللبن» بفتح اللام وكسر الباء، ويجوز كسر اللام، وسكون الباء، وهما لغتان مشهورتان في «المفرد»، وقد تقدم ذلك في باب ستر العورة. «ملة رسول الله » ملته: دينه وشريعته. «ويحثو التراب في القبر ثلاث حيثات ويهال عليه» يقال: حثوت التراب، وحثيته، وفي المضارع: يحثو، ويحثي، حكاهما كثير من أهل اللغة، ويجوز: حثوات، وحثيات، وقد سمع المصنف ـ رحمه الله ـ اللغتين فقال: يحثو بالواو، وحثيات بالياء، ويهال أي: يصب، يقال: هيل التراب، وأهل لغة فيه. «مسمَّاً» تسنيم القبر: خلاف تسطيحه، وهو جعله كالسنام. «تجصيصه» بناؤه بالجص وهو ما يبنى به، وقد تقدم في التيمم. «لضرورة» بفتح الضاد: كالضرر، يقال: ما عليك ضرر، ولا ضرورة. «حاجز» أي: حائل. «وتسطو عليه القوابل فيخرجنه» أي: يُدخلن أيديهن، فيُحرجن الولد. قال الجوهري: سطا الراعي على الناقة: إذا أدخل يده في رحمها ليخرج ما فيها من الوتر، وهو ماء الفحل، وإذا لم يخرج، تلقح الناقة. والقوابل: جمع قابلة، وهي التي تتلقى الولد عند ولادة المرأة، يقال: قبلت القابلة المرأة بكسر الباء تقبلها، بفتحها، قبالة بكسر القاف، ويقال للقابلة: قبيل، وقبول، حكاهما الجوهري. «زيارة القبور». قال القاضي عياض: زيارة القبور: قصدها للترحم عليهم، والاعتبار بهم، قال الجوهري: زرته، أزوره، زوراً، وزيادة، وزوارة، أيضاً، حكاها الكسائي. «دار قوم» قال صاحب «المطالع»: هو منصوب على الاختصاص، أو النداء المضاف، ويصح الخفض على البدل من الكاف والميم. «لا تحرمنا» قال الجوهري: حَرَمهُ الشيء يَحْرِمهُ حرَماً، مثال سَرقَهُ سَرِقاً بكسر الراء وحِرْمَةً وحَريمةً وحِرْماناً، وأحْرَمَهُ أيضاً: إذا منعه إياه، فعلى هذا يجوز فتح تاء «تحرمنا» وضمها. «تعزية أهل الميت» قال الأزهري: التعزية: التأسية لمن يصاب بمن يعزُّ عليه، وهو أن يقال له: تعز بعزاء الله. وعزاء الله قوله: {الذين إذا أصابتهم مصيبة} الآية، وكقوله تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم} إلى قوله: {لكيلا تأسوا على ما فاتكم} ويقال: لك أسوة في فلان، فقد مضى حميمه وأليفه، فحسن صبره. والعزاء: اسم أقيم مقام التعزية، ومعنى قوله: «تعز بعزاء الله»، أي: تصبر بالتعزية التي عزاك الله بها مما في كتابه. وأصل العزاء: الصبر، وعزيت فلاناً: أمرته بالصبر.
«أخاف الله عليك» يقال: لمن ذهب له مال أو ولد أو شيء يتوقع حصول مثله: أخلف الله عليك، أي: رد عليك مثله، وإن لم يتوقع حصول مثله، كمن ذهب له أب أو أخ أو عم، ولا جدَّ له، ولا والد: خلف الله عليك، أي: كان خليفة منه عليك. ذكره ابن فارس، والجوهري بمعناه. «ولا نقص عددك». قال الجوهري: نقص الشيء نقصاً ونقصاناً ونقصته أنا: يتعدى ولا يتعدى، فعلى هذا يجوز نصب عددك ورفعه على أنه مفعول، وعلى أنه فاعل. وأنقصته لغة في نقصته. حكاها الإمام أبو عبد الله بن مالك في «فعل وأفعل». «ويجوز البكاء» قال الجوهري: البكاء يمد ويقصر، فإذا مددت: أردت الصوت الذي يكون مع البكاء، وإذا قصرت: أردت الدموع وخروجها. «ولا يجوز الندب ولا النياحة» الندب: البكاء على الميت، وتعديد محاسنه، قاله الجوهري. قال: والاسم: الندبة بالضم. والنياحة، قال القاضي عياض: النوح والنياحة: اجتماع النساء للبكاء على الميت متقابلات، والتناوح: التقابل، ثم استعمل في صفة بكائهن بصوت روثَّة وندبة، والله تعالى أعلم.
قال ابن قتيبة: الزكاة من الزكاء، وهو النماء، والزيادة، سميت بذلك، لأنها تثمر المال، وتنميه، يقال: زكا الزرع: إذا بورك فيه، وقال الأزهري: سميت زكاة، لأنها تزكي الفقراء، أي: تنميهم، قال: وقوله تعالى: {تطهرهم وتزكيهم بها} أي: تطهر المخرجين، وتزكي الفقراء. وهي في الشرع: اسم لمخرج مخصوص بأوصاف مخصوصة، من مال مخصوص، لطائفة مخصوصة. «في أربعة أصناف» الأصناف: واحدها صنف بكسر الصاد، قال الجوهري: والصنف بالفتح: لغة فيه، وهو النوع، والضرب. «من المال» المال: اسم لجميع ما يملكه الإنسان، حكاه ابن السيد، وغيره: وقال ابن سيده في كتاب «العويص»: العرب لا توقع المال مطلقاً إلا على الإبل، وربما أوقع على أنواع المواشي. وحكى القالي عن ثعلب: أن قال المال عند العرب ما تجب فيه الزكاة، وما نقص عن ذلك لا يقع عليه اسم مال. «السائمة»: هي الراعية. قال الجوهري: سامت الماشية: رعت، وأسمتها: أخرجتها إلى الرعي. «ملك نصاب» قال الجوهري: النصاب من المال: القدر الذي تجب فيه الزكاة إذا بلغه، نحو: مائتي درهم، وخمسٍ من الإبل. «على مليء» قال الجوهري: فيما آخره همزة. وملؤ الرجل: صار مليئاً، أي: ثقة، فهو غني مليء بين الملاء، والملاءة: ممدودان. «من حين كمل» ذكر ابن سيده، وغيره: فتح ميم كَمَل، وضمها، وكسرها، قال الجوهري: والكمال: التمام، وفيه ثلاث لغات والكسر أردؤها. «زكاته الغنم من الإبل» الغنم: اسم مؤنث موضوع للجنس، يقع على الذكور والإناث، وعليهما جميعاً. والإبل: هو بكسر الهمزة والباء مؤنثة لا واحد لها من لفظها، وربما قالوا: إبل بسكون الباء للتخفيف، ذكره الجوهري، وقال: تأنيثها لازم، لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها، إذا كانت لغير الآدميين، فأنيثها لازم، وإذا صغرتها، أدخلت الهاء فقلت: أبَيْلَة وغُنَيْمَة، والله أعلم.
سميت البهيمة بذلك، لأنها لا تتكلم، والأنعام: الإبل، والبقرة، والغنم. وقال القاضي عياض: النعم: الإبل خاصة، فإذا قيل: الأنعام، دخل فيها البقر، والغنم، وقيل: هما لفظان بمعنى واحد على الجميع. «فيجب فيها شاة» قال الجوهري: الشاة من الغنم تذكر وتؤنث، وفلان كثير الشاء، والبعير، وهو في معنى الجمع، لأن الألف واللام للجنس، وأصل الشاة: شاهة، لأن تصغيرها شويهة، والجمع شياه بالهاء في العدد. «فإن أخرج بعيراً». قال الجوهري: البعير في الإبل بمنزلة الإنسان من الناس، يقال للجمل: بعير، وللناقة: بعير. وحكي عن بعض العرب: صرعتني بعيري، أي: ناقتي، وشربت من لبن بعيري، وإنما يقال له: بعير إذا أجذع. «بنت مخاض» المخاض بفتح الميم وكسرها: قرب الولادة، ووجع الولادة، وهو صفة لموصوف محذوف، أي: بنت ناقة مخاض، أي: ذات مخاض. قال أبو منصور، والأزهري: إذا وضعت الناقة ولداً في أول النتاج، فولدها: رُبَع، والأنثى رُبَعة، وإن كان في آخره، فهو: هُبَع، والأنثى: هُبَعُة، فإذا فصل عن أمه، فهو: فصيل، فإذا استكمل الحول، ودخل في الثانية، فهو: ابن مخاض، والأنثى: بنت مخاض، وواحدة المخاض: خَلِفَة من غير جنس اسمها، وإنما سمي بذلك: لأن أمه قد ضربها الفحل فحملت، ولحقت بالمخاض من الإبل، وهي الحوامل، فلا يزال ابن مخاض، السنة الثانية كلها، فإذا استكمل سنتين، ودخل في الثالثة، فهو ابن لبون، والأنثى بنت لبون، فإذا مضت الثالثة، ودخل في الرابعة، فهو: حِقُّ، والأنثى حِقَّة، سميت بذلك، لأنها استحقت أن تركب، ويحمل عليها، فإذا دخلت في الخامسة، فالذكر جَذَع، والأنثى جذَعة، فإذا دخلت في السادسة، فالذكر ثني والأنثى ثنية، وهما أدنى ما يجزىء في الأضاحي من الإبل، والبقرة، والمغزى، فإذا دخل في السابعة، فالذكر رباع، والأنثى رباعية، فإذا دخل في الثامنة، فالذكر سدس. وسديس لفظ الذكر والأنثى فيه سواء، فإذا دخل في التاسعة، فهو بازل، والأنثى بازل بغير هاء، فإذا دخل في العاشرة، فهو مُخْلِفٌ، ثم ليس له اسم، لكن يقال: مخلف عام، ومخلف عامين، وبازل عام، وبازل عامين، لطلوع بازله، وهو نابه، ثم لا اسم له بعد ذلك. «وليس فيما بين الفريضتين شيء» الفريضتان واحدتهما فريضة، قال الجوهري: فرض الله علينا، كذا وافترضه، أي: أوجب، والاسم: الفريضة. والفريضة أيضاً: ما فرض في السائمة من الصدقة، يقال: افترضت الماشية، أي: وجبت فيها الفريضة، وذلك إذا بلغت نصاباً، والفريضتان: الجَذَعَة من الغنم، والحِقَّة من الإبل. وقال الأزهري: الأوقاص: ما بين الفريضتين كما بين خمس وعشر من الإبل.
«وجبت عليه سن» السن: واحد الأسنان، وقد يعبر به عن العمر. قال الجوهري: وهو هنا على حذف المضاف، أي: وجبت عليه ذات سن مقدر، كحقة، أو حذعة، أو نحو ذلك. «من الساعي» قال الجوهري: سعى الرجل: إذا عدا، وكذا إذا عمل وكسب، وكل من ولي شيئاً على قوم، فهو ساعٍ عليهم، وأكثر ما يقال ذلك في ولاة الصدقة. «النوع الثاني البقر» قال الجوهري: البقر اسم جنس، والبقرة تقع على الذكر والأنثى، وإنما دخلته الهاء على أنه واحد من الجنس، والجمع البقرات، والباقر: جماعة البقر مع رعاتها، والبيقور، والبقر. وأهل اليمن يسمون البقر: باقورة. «تبيع أو تبيعه» قال الأزهري: التبيع الذي أتى عليه حول من أولاد البقر، قال الجوهري: والأنثى تبيعة. وقال القاضي: هو المفطوم من أمه، فهو تبيعها، ويقوى على ذلك. «وفي الأربعين مسنة» قال الأزهري: المسنة: التي قد صارت ثنية، وتجذع البقرة في الثانية، وتثني فث الثالثة، ثم هو رباع في الرابعة، وسدس في الخامسة، ثم ضالع في السادسة، وهو أقصى أسنانه، يقال: ضالع سنة، وضالع سنتين فما زاد. «كالبخاتي والعراب» قال الجوهري: الواحد بختي، والأنثى بختية، والجمع: بخاتي غير مصروف، ولك أن تخفف الياء، فتقول: البخاتي، كالأثافي والمهاري. قال القاضي عياض: هي إبل غلاظ ذوات سنامين. وقال الأزهري: ومن أنواعها، يعني: البقر: العراب، وهي جرد ملس حسان الألوان، كريمة. «والجواميس» واحدها جاموس. قال موهوب: هو أعجمي تكلمت به العرب. «والضأن والمعز» قال الجوهري: الضائن: خلاف الماعز، والجمع: الضَّأن والمعزُ، مثل رَاكب ورَكْب، وسافِرٍ وسَفْر، وضأنٌ، مثل حارِس وحَرَس، والأنثى: ضائنة، والجمع: ضوائن. والمعز من الغنم: خلاف الضأن، وهو اسم جنس، وكذلك المِعَز والمَعِيز والأمْعوز. والمعزَى، وواحد المعز: ماعز كصاحب وصاحب. «كرام ولئام وسمان ومهازيل» كرام: واحدها كريم، قال الجوهري: كرم الرجل، فهو كريم، وقوم كرام وكرماء. وقال القاضي عياض في قوله: «واتق كرائم أموالهم» جمع كريمة، وهي الجامعة للكمال الممكن في حقها، من غزارة لبن، أو جمال صورة، أو كثرة لحم أو صوف، وهي النفائس التي تتعلق بها نفس صاحبها. وقيل: هي التي يختصها مالكها لنفسه ويؤثرها. وأما اللئام: فواحدها لئيمة، وهي صفة من لؤم: إذا بخل ودنؤ، وهي ضد الكريمة. وأما السمان: فواحدتها سمين، وهو: الكثير اللحم، وفعله: سَمِنَ، وسَمُنَ، ويقال: سمنت الدابة وأسمنتها. وأما المهازيل: فواحدها مهزول، وهو الذي أصابه الهزال. وهي ضد السِمَن. يقال: هزل، فهو مهزول، وهزلته أنا، وأهزلته.
«ولا يؤخذ ليس ولا هرمة ولا ذات عوار» التيس: فحل المعز، هذا المعروف، والهرمة: الكبيرة السن، وذات عوار، أي: صاحبة عيب، والعوار، بفتح العين: العيب. قال الجوهري: وقد يضم، عن أبي زيد. «ولا الرُّبى» قال: والرُّبى على وزن فعل بالضم: الشاة التي وضعت حديثاً، وجمعها رباب بالضم، والمصدر: رباب بالكسر، وهو قرب العهد بالولادة. قال أبو زيد: والرُّبى من المعز، وقال غيره: من الضأن والمعز جميعاً، وربما جاء في الإبل. «في الخلطة» الخلطة: بضم الخاء: الشركة، وبكسرها: العشرة. «خلطة أعيان، أو خلطة أوصاف» سميت خلطة أعيان، لأن أعيانها مشتركة، وسميت الثانية: خلطة أوصاف، لأن نصيب كل واحد موصوف بصفة تميزه عن الآخر. «واشتراكاً في المراح والمسرح والمشرب والمحلب والراعي والفحل» قال الجوهري: المراح بالضم: حيث تأوي إليه الإبل والغنم بالليل، والمراح بالفتح: الموضع الذي يروح منه القوم أو يروحون إليه والمسرح، بفتح الميم والراء: هو المكان الذي ترعى فيه الماشية. وقول الخرقي رحمه الله تعالى: وكان مرعاهم ومسرحهم. ظاهره أن المرعى غير المسرح، فقد قال المصنف رحمه الله في «المغني»: فيحتمل أنه أراد بالمرعى: الراعي، ليكون موافقاً لقول أحمد، يعني في نصه على اشتراط الاشتراك في الراعي، ولكون المرعى هو المسرح، قال ابن حامد: المرعى والمسرح شرط واحد. والمشرب، بفتح الميم والراء: المكان الذي يشرب منه، والمحلب، بفتح الميم واللام: الموضع الذي يحلب فيه، وبكسر الميم: الإناء الذي يحلب فيه، والمكان هو المراد لا الإناء. قال المصنف رحمه الله في «المغني»: وليس المراد خلط اللبن في إناء واحد، لأن هذا ليس بمرفق بل مشقة، لما فيه من الحاجة إلى قسمة اللبن. وقال الجوهري: الفحل معروف، والجمع الفحول، والفحال، والفحالة. قال المصنف رحمه الله في «المغني»: ومعنى كون الفحل واحداً أن لا يكون أحد فحولة أحد المالين لا تطرق غيره. «وإن ثبت لأحدهما حكم الانفراد وحده» كثيراً ما رأيت تصوير هذه المسألة يشكل على المبتدئين، وقد تشكل على غيرهم، وصورتها: أن يملك رجلان نصابين، ثم يخلطاهما، ثم يبيع أحدهما نصابه أجنبياً، فإذا حال الحلول الحول، فعلى الأول شاة لثبوت حكم الانفراد في حقه، وعلى الثاني نصف شاة، لكونه لم يزل مخالطاً في جميع الحول. «بقدر ماله يجوز ماله» بفتح اللام وضم الهاء على أن «ما»: بمعنى الذي، و«له» جار ومجرور، ويجوز «ماله» بكسرها على أن يكون مال مجروراً بالإضافة.
«أربعين شاة في المحرم وأربعين في صفر» المحرم: يأتي ذكره في باب صوم التطوع. وأما صقر فقال ابن سيده في «محكمه»: صفر: الشهر الذي بعد المحرم، قال بعضهم: سمي بذلك لا صفار مكة من أهلها إذا سافروا، وقيل: لأنهم كانوا يغزون القبائل فيه، فيتركون من لقوه صفراً من المتاع. قال ثعلب: الناس كلهم يصرفون صفراً، إلا أبا عبيدة، فإنه لا يصرف، للمعرفة: والساعة، قال أبو عمر: أراد أن الأزمنة كلها ساعات، وهي مؤنثة. والخليط: الشريك. والله أعلم.
«والفستق والبندق» الفستق، بضم الفاء والتاء. وحكى أبو حفص الصقلي: فتح التاء لا غير. والبندق، بضم الباء والدال كلاهما معرب، وليس بعربي، ذكرهما موهوب. «والزهر» الزهر: بسكون الهاء وفتحها لغتان، حكاهما الجوهري. وعند الكوفيين أن كل ما كان على فعل كفلس، ووسطه حرف حلق، فإنه يجوز فتحه نحو اللحم والفحم والنعل والبغل، وما أشبه ذلك. والبصريون يقصرونه على السماع. «والقطن» هو هذا المعروف، يقال له: قُطْن وقُطُن وقُطْب. وعُطْب وعُطُب كعسْر وعُسُرٍ فيهما. ويقال له: الكرسف أيضاً. «كالكسفرة والكمون وبرز القثاء والخيار» الكزبرة: فيها لغات، كزبُرة وكسبُرة بضم أول كل واحد منهما وثالثه. وحكى الجوهري: فتح الباء في الكُزبرة فقط، وحكى ابن سيده من أسمائها: التِّقِدةَ والتِّقَدَة بفح التاء وكسر القاف وعكسه الأخيرة عن الهروي، والتِّقْرَدَة بكسر أوله وفتح ثانيه. ولم أرها تقال بالفاء مع شدة بحثي عنها، وكشفي من كتب اللغة، وسؤالي كثيراً من مشايخي منهم، العلامة شمس الدين عبد الرحمن بن أخي المصنف رحمهما الله، وذكر معروف. وبرز القِثَّاء، بفتح الباء وكسرها، قال الجوهري: وهو أفصح، وقال ابن فارس: القثاء معروف، وقد تضم قافه. والخيار: نوع من القثاء، يقال له: القَثَد واحدته قَثَدةَ، عن أبي حنيفة. وقال الجوهري: الخيار: القِثَّاءُ، وليس بعربي. «والجفاف» بفتح الجيم: اليُبْس. «والوسق» الوسق: بفتح الواو وكسرها حكاهما يعقوب وغيره، وفي مقداره لغة خمسة أقوال: أحدها: أنه حمل البعير، والثاني: أنه الحمل مطلقاً، والثالث: العِدل، والرابع: العِدلان، والخامس: ستون صاعاً، وهو الصحيح، وهو الذي قدمه الجوهري. ولا خلاف بين العلماء في كون الوسق ستين صاعاً. قال ابن المنذر: أجمع كل من يحفظ عنه من أهل العلم على ذلك. فجميع النصاب بالرطل الدمشقي الذي هو ستمائة درهم على القول الصحيح في الرطل العراقي المذكور في كتاب الطهارة: ثلاثمائة رطل واثنان وأربعون رطلاً وستة أسباع رطل. «إلا الأرز والعلس» الأرز: الحب المعروف، وفيه ست لغات: أرْزٌ كأمن، وأُرْزٌ كأسُد، وأُرُزُّ كعُتُلٍّ، وأرُزٌ كعَضدٍ، ورُزّ كمُدٍّ، ورُنْزٌ كقُفل. وقد جمعها شيخنا أبو عبد الله محمد بن مالك رحمه الله في بيت وهو: أرزٌ وُرزٌ أرُزٌّ
والرُّزُّ والرُّنْزُ قل ما شئت لا عدلا وأما «العَلَس»: بفتح العين واللام، فقال الأزهري: هو جنس من الحنطة، يكون في الكمام منها الحبتان والثلاث. قال الجوهري: هو طعام أهل صنعاء. وقال أبو الحسن ابن سيده: العلس: حب يؤكل، ضرب من الحنطة، وقال أبو جعفر: ضرب من البُرُّجِيِّد، غير أنه عسر الاستنقاء. «نصاب ثمر النخل والكرم» قال الجوهري: الكرم: كرم العنب، وقال القاضي عياض: في «المشارق» في النهي عن بيع الكرم بالزبيب: وقد نهى رسول الله أن يقال للعنب: الكرم، فيكون هذا الحديث قبل النهي عن تسميته كرماً، وسمت العرب العنب كرماً، والخمر كرماً. أما العنب، فلكرم ثمرته، وامتداد ظلها، وكثرة حملها وطيبه وتذلله للقطف، ليست بذي شوك، ولا ساق، وتؤكل غصناً طرياً، وزبيباً يابساً، وتدخّر للقوت، وتتخذ شراباً، وأصل الكرم: الكثرة والجمع للخير، وبه سمي الرجال كريماً، لكثرة خصال الخير فيه، ونخلة كريمة، لكثرة حملها، وأما الخمر، فلأنها كانت تحثهم على الكَرَم والسخاء، وتطرد الهموم والفكر، فلما حرمها الله تعالى، نفى النبي اسم الكرم عنها، لما فيه من المدح، لئلا تتشوق إليها النفوس التي قد عهدتها قبل. وكان اسم الكرم أليق بالمؤمن، وأعلق به، لكثرة خيره ونفعه، واجتماع الخصال المحمودة فيه من السخاء وغيره، فقال: «إنما الكرم الرجل المسلم». «والقطنيات» هو بكسر القاف وفتحها، وتشديد الياء وتخفيفها، ذكر اللغات الأربع أيضاً في «المشارق» وقال الأزهري: وأما القطنية، فهي حبوب كثيرة تُقتات وتُختبز، فمنها الحمص والعدس، والبُلُس، ويقال له: البَلَس وهو التين، والماش والجلبان واللوبياء والدَّخن والجاروس، وحبهما صغار، والرز والباقلاء والقث: حب يُطبَخ ويدق ويختبز منه في المجاهات، سميت هذه الحبوب قطنية، لقطونها في بيوت الناس. «أو يأخذه بحصاده» الحصاد: قطع الزرع ونحوه، قال الجوهري: حصدت الزرع وغيره أحصُده وأحصِده حصداً، وهذا زمن الحصاد، والحصاد: يعني بفتح الحاء وكسرها. «كالبطم والزعبل وبزر قطونا» قال الجوهري: البطم: الحبة الخضراء، وقال الخليل: البطم: شجر الحبة الخضراء، الواحد: بطمة. وأما «الزعبل» فهو شعير الجبل، قاله المصنف رحمه الله في «المغني» وهو بوزن جعفر. و«قطونا» بفتح القاف وضم الحاء يمد ويقصر: بزر معروف. «كالغيث والسيوح» الغيث تقدم في الاستسقاء. والسيوح: جمع سيح، قال الجوهري: وهو الماء الجاري على وجه الأرض، والمراد: الأنهار والسواقي ونحوها.
«كالدوالي والنواضح» الدوالي: واحدتها دالية، وهي: الدولاب تديره البقر، والناعورة يديرها الماء. و«النواضح» جمع ناضح وناضحة، وهما البعير، والناقة، يسقى عليه. «وبدا الصلاح في الثمو» أي: ظهر بغير همز، عن الجوهري وغيره. «بجعلها في الجرين» قال الأزهري: الجرين الموضع الذي يجمع فيه النمر إذا صُرِمَ، ويترك حتى يتم جفافه، وأهل البحرين يسمونه: الفداء مفتوحاً ممدوداً، وأهل البصرة يسمونه: «المربد» وقال الجوهري: «المسطح»: الموضع الذي يبسط فيه التمر ويجفف، تفتح ميمه وتكسر. «خرصت أو لم تخرص» قال القاضي عياض: الخرص للثمار: الخزر، والتقدير لثمرتها، ولا يمكن إلا عند طيبها، والخِرص، بالكسر: الشيء المقدر، وبالفتح: اسم الفعل، وقال يعقوب: الخِرص والخَرص لغتان في الشيء المخروص، وأما المصدر، فبالفتح، والمستقبل بالضم والكسر في الراء. «وقبل الجداد» الجداد: القطع. حكى ابن سِيدَه فيه فتح الجيم وكسرها، وأنه يقال بالذال والدال في النخل وغيره. «شراء زكاته» الشراء يمد ويقصر، وقاله الجوهري. «فتحت عنوة» قال القاضي عياض: أي. غلبة وقهراً، وقد فسره المصنف رحمه الله في باب «حكم الأرضين المغنومة». «عشرة أفراق» الأفراق: واحدها فرق، بفتح الفاء والراء عن ثعلب، وقال ابن فارس وابن سيده: تفتح راؤه وتسكن، وحكى القاضي عياض الوجهين، قال: والفتح أشهر، وقال المصنف رحمه الله: والفرق ستة عشر رطلاً بالعراقي، وهو المشهور عند أهل اللغة. قال أبو عبيد: لا خلاف بين الناس أعمله، أن الفرق: ثلاثة آصع، لحديث كعب بن عجرة. وقال ابن حامد، والقاضي في «المجرد»: الفرق: ستون رطلاً، وحكي عن القاضي: أن الفرق ستة وثلاثون رطلاً، ويحتمل أن يكون نصاب «العسل» ألف رطل، لَقَّفْتُهُ من «المغني» و«الكافي». «في المعدن» المعدن، بكسر الدال، قال الأزهري: سمي معدنا؛ لعدون ما أثبته الله تعالى فيه، أي: لإقامته، يقال: عدن بالمكان يعدُن عدونا، والمعدن: المكان الذي عدن فيه الجوهر من جواهر الأرض، أيّ ذلك كان. وقال الجوهري: سمي بذلك، لأن الناس يقيمون فيه الصيف والشتاء. «والصفو إلى آخر الفصل» قال ابن سيده: الصفر ضرب من النحاس، وقيل: ما صفر منه، والصِّفر لغة فيه عن أبي عبيدة وحده، والضم أجود. ونفى بعضهم الكسر. والصِّفر والصُّفر: الخالي، وكذلك الجمع، والمؤنث. و«الزئبق» قال الجوهري: فارسي معرب، وقد أعرب بالهمز، ومنهم من يقوله: بكسر الباء، فيلحقه بالزير. والفار. قال الخليل: القير. والقار، شيء أسود، يطلى به السفن، وذكر اللغتين غير واحد. و«النفط». قال الجوهري: النفط والنِّفط يكسر النون وفتحها: دهن، والكسر أفصح، وقال الخليل: النّفط والنِّفط معروف. «والزرنيخ» الزرنيخ: بكسر الزاي. قال أبو منصور اللغوي: فارسي معرب، وهو معروف، و«اللؤلؤ»: فيه أربع لغات: قرىء بهن. لؤلؤ بهمزتين، وبغير همز، وبهمز أوله دون ثانيه، وعكسه. وهو الكبار عند جمهور أهل اللغة، والمرجان: الصغار، وقيل: عكسه. والعنبر: ضرب من الطيب معروف.
«وفي الركاز» قال الخيل: الركاز: قطع من الذهب يخرج من المعادن، وقال ابن سيده: الركاز: قطع ذهب، أو فضه، يخرج من الأرض، أو المعدن. وقال القاضي عياض: والركاز: الكنز من دفن الجاهلية على ما فسره المصنف رحمه الله. فيكون ما حده به الخليل، وابن سيده لغة، وما حده المصنف، وعياض رحمهما الله ومن وافقهما حدُّه شرعاً. «أيّ نوع كان» «أي» بالنصب على أنه خبر كان مقدماً. «من دفن الجاهلية» قال الخليل: دفن الشيء يدفنه دفناً، أي: ستره، والشيء مدفون ودفين. والجاهلية، قال القاضي عياض: ما كانت عليه العرب قبل الإسلام، وبعث الرسول، من الجهل بالله وبرسوله، وبشرائع الدين، والتمسك بعبادة غير الله تعالى، والمفاخرة بالأنساب، والكبرياء، والجبروت إلى سائر ما أذهبه الله وأسقطه، ونهى عنه بما شرعه من الدين.
تقدم ذكر الذهب والفضة في «باب الآنية». «عشرين مثقالاً» المِثقال، بكسر الميم في الأصل: مقدار من الوزن، أي شيء كان من قليل أو كثير. فقوله تعالى) {مثقال ذرة} أي: وزن ذرة، ثم غلب إطلاقه على الدينار، وهو ثنتان وسبعون شعيرة ممتلئة غير خارجة عن مقادير حب الشعير. والدراهم: كل عشرة منها سبعة مثاقيل. والدينار: لم يتغير في الجاهلية والإسلام. فأما الدراهم، فكانت مختلفة، بغليّة منسوبة إلى ملك، يقال له: رأس البغل، كل درهم ثمانية دوانيق. وطبرية: منسوبة إلى طبرية الشام، كل درهم أربعة دوانيق، فجمعوا الوزنين، وهما اثنا عشر، وقسموها على اثنين، فجاء الدرهم ستة دوانيق، وأجمع أهل العصر الأول على هذا. قيل: كان ذلك في زمن بني أمية، وقيل: في زمن عمر، والأول أكثر وأشهر. الأول على هذا. قيل: كان ذلك في زمن بني أمية، وقيل: في زمن عمر، والأول أكثر وأشهر. «في مغشوشهما» المغشوش: ما خلط بما يردئه. «أو بهرجا» البهرج: الباطل. والبهرج: الرديء، وهو معرب، قاله الجوهري. «في الحلي» قال الجوهري: الحليّ: حلي المرأة، وجمعه حُلُيُّ. مثل ثدي وثُدي، وقد تكسر الحاء لمكان الياء، مثل عصِيّ. وقد قرىء {من حليِّهم عجلاً} بالضم والكسر. «الكراء» الكراء، بكسر الكاف ممدوداً، نص عليه الجوهري وغيره من أهل اللغة. ولم أرَ أحداً ذكر فيه القصر مع شدة الكشف والبحث والله أعلم. «مباح الصناعة» الصِّناعة، بكسر الصاد وفتحها، قال الجوهري: الصناعة حرفة الصانع. «الخاتم وقبيعة السيف» الخاتم: هذا المعروف. قرأ عاصم بفتح التاء، وقرأ الباقون بكسرها وحكى الجوهري فيه: خاتام بوزن ساباط، وخيتام بوزن بيطار. وقال الجوهري: قبيعة السيف: ما على طرف مقبضه من فضة، أو حديد. «حلية المنطقة» قال الخليل في «كتاب العين، والمنطق والمنطقة»: ما شددت به وسطك، والنطاق: إزار فيه تكة تَنْتَطِق بها المرأة. «وعلى قياسها الجوشن إلى آخر الباب» قال الجوهري: الجوشن: الدرع وأما «الخوذة» و«الران» فالخوذة: المعروفة، وهي في اللغة: البيضة، والران: شيء يلبس تحت الخف معروف، ولم أره، ولا الخوذة في كلام العرب. والحمائل: واحدتها حمالة عند الخليل، وقال الأصمعي: حمائل السيف لا واحد لها من لفظها، وإنما واحدها محمل.
العروض: جمع عرض بسكون الراء، قال أبو زيد: هو ما عدا العين، وقال الأصمعي: ما كان من مال غير نقد، وقال أبو عبيد: ما عدا العقار، والحيوان، والمكيل، والموزون، والتفسير الأول: هو المراد هنا. وأما العَرَض بفتح الراء، فهو: كثرة المال والمتاع، وسمي عرضاً، لأنه عارض يعرض وقتاً، ثم يزول ويفنى، نقله عياض في «مشارقه» بمعناه. «للقنية» قال الجوهري: قنوت الغنم وغيرها. قِنوَةً، وقُنوَةً، وقَنيْتُ أيضاً قِنْيَةً وقُنْيَةً: إذا اقنيتها لنفسك، لا للتجارة، ومال قُنِيَانٌ وقِنْيَانٌ، ففي القنية إذاً أربع لغات: قُنيَةً وقُنوة، بكسر القاف وضمها فيهما.
الفطر: اسم مصدر، من قولك: أفطر الصائم إفطاراً. والفِطْرةُ بالكسر: الخِلْقة، قاله الجوهري. وقال المصنف رحمه الله في «المغني»: وأضيفت هذه الزكاة إلى الفِطْر، لأنها تجب بالفطر من رمضان. قال ابن قتيبة: وقيل لها: فِطْرةً، لأن الفِطْرة: الخِلْقة: قال الله تعالى: {فِطْرةَ الله التي فَطَرَ النَّاسَ عليها} أي: جبِلته التي جبل الناس عليها، هذا آخر كلامه. وقال الإمام ذو الفنون عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي في كتاب «ذيل الفصيح» وما يلحن فيه العامة في باب (ما يغير العامة لفظه بحرف أو حركة) وهي صدقة الفِطْر، هذا كلام العرب. فأما الفُطرة، فمولدة، والقياس لا يدفعه، لأنه كالغُرْفةِ والبغية المقدار ما يؤخذ من الشيء. فهذا ما وجدته في اللفظة بعد بحث كثير، وسألت عنها شيخنا أبا عبد الله بن مالك فلم ينقل فيها شيئاً. وذكر في «مثلثه» أن الفُطرة بضم الفاء: الواحدة من الكمأة. «وإذا فضل عنده عن قوته» فَضَلَ بفتح الضاد يفضُلُ، كدخَلَ يدخُلُ. قال الجوهري: وفيه لغة أخرى: فضِلَ يفضَل كحذِر يحذَر، وحكاها ابن السكيت. وفيه لغة ثالثة مركبة منهما، فَضِلَ بالكسر يفضُلُ بالضم، وهو شاذٌّ لا نظير له. وقال أيضاً: والقُوتُ بالضم: ما يقوم به بدن الإنسان من الطعام، يقال: ما عنده قوت ليلةٍ، وقِيتُ ليلةٍ، وقِيتَةُ ليلةٍ بكسر القاف فيهما. ويقال: قاته، وأقاته: إذا قام بقوتهِ. «ثم برقيقه» قال الجوهري: والرقيق: المملوك، واحد وجمع. والرق، بالكسر: العبودية، وبالفتح: ما يكتب فيه، وبالضم: ما رق من ماء البحر والنَّهْر. الضم من «مثلث» شيخنا رحمه الله تعالى. «عن الجنين» قال صاحب «المطالع» الجَنينُ: ما استتر في بطن أمه، فإن خرج حياً، فهو ولد، وإن خرج ميتاً، فهو سَقْط. «أو آبق» الآبق: الهارب. يقال: أبَقَ بفتح الباء، يأبُق، بكسر الباء وضمها. وحكى ابن فارس كسر الباء في الماضي، وفَتْحَها في المضارع، كأسِف يأسَف. «فتسقط» بالرفع لا غير، لأن النصب يغيّر المعنى. «الناشز» مذكور في عِشْرة النِّساء. «أو ملك عبداً أو زوجة» الزوجة لا تملك، فنصبها يجوز أن يكون يفعل مقدر أي: أو تزوج زوجة، ويجوز أن يكون معطوفاً على العبد، على حذف مضاف، تقديره، أو ملك عبداً، أو بضع زوجة، ثم حذف البضع، فأقيمت الزوجة مقامه، كقوله تعالى: {وأشرِبُوا في قلوبهم العِجْلَ} أي. حبّ العجل.
«أو دقيقهما أو سويقهما» قال الجوهري: الدقيق: الطحين. وقال صاحب «المطالع»: السَّويق: قمح أو شعير، يقلى ثم يطحن فيتزود به. قال ابن دريد: وبنو العنبر يقولونه بالصاد. «ومن الأقط» ذكر ابن سيده في محكمة في الأقط أربع لغات: سكون القاف مع فتح الهمزة وضمها وكسرها، وكسر القاف مع فتح الهمزة. قال: وهو شيء يعمل من اللبن المخيض. وقال ابن الأعرابي: يعمل من ألبان الإبل خاصة. «مما يقتات» أي: مما هو قوته، وهو يفتعل من القوت.
«بخلاً بها» هو بضم الباء وفتحها مع سكون الخاء وبفتحهما. ثلاث لغات. نقلها ابن القطاع، فسره بمنع الفضل. ويقال: بخل يبخَل كفَرِح يفرحُ، وبَخُل يبخُل، كشُرف يشرف، وهو شرعيُّ وعرفيّ، فالشرعيّ: منع الواجب، كالزكاة ونحوها. والعرفيّ: منع ما يعدُّ مانعه بخيلاً. «مغنماً ولا يجعلها مغرماً» قال الجوهري: المغنم والغنيمة بمعنى واحد. قال صاحب «المطالع»: المغرم: هو الدَّين، وهو الغرم. وأصله اللزوم. والغريم: من له الدين ومن عليه الدين. ومعنى هذا الدعاء ـ والله أعلم ـ: اجعلها مثمرة للمال، لا منقصة له، لأن التثمير، كالغنيمة، والتنقيص، كالغرامة. «آجرك الله» يذكر في أول باب الإجارة. «طهوراً» بفتح الطاء، أي: مطهراً، والضم لغة وقد تقدم. وكان المناسب في هذا الدعاء أن يقال: أجراك الله فيما أعطيت وجعله لك طهوراً. «وَسْمُ الإبل» قال صاحب «المطالع»: المِيسَمُ: حديدةٌ يوسم بها الإبل. والسمَةُ: العلامة، والوسم: الفعل. «وإن كانت جزية كتب «صغاراً» أو «أو جزية» قال الجوهري: الجزية: ما يؤخذ من أهل الذمة، والجمع جزى، كلحية ولحى. قال ابن الأنباري: الجزية: الخراج المجعول عليهم، سميت جزية، لأنها قضاءٌ لما عليهم أخذاً، من قولهم: جزى يجزي، إذا قضى. والصَّغار، بفتح الصاد: الذّل والضيم. قاله الجوهري وغيره. وفي نسخة المصنف رحمه الله بالألف. وفي أصل شيخنا أبي الفرج عبدالرحمن بن البغدادي وهو مقروء على المصنف: صغارٌ، بغير ألف. ووجه النصب، أنه مفعول كتب. ووجه الرفع، أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: هذا صغارٌ، وهذه جزية، وهو أقيس. «إذا كمل النصاب» حكى ابن سيده: كمل الشيء بفتح الميم وضمها وكسرها. «قبل طلوع الطلع والحصرم» الطلع: بسكون اللام، غلاف العنقود. والحصرم: بكسر الحاء والراء قال الجوهري: هو أول العنب، ويقال له: الكحْبُ والكَحْمُ، عن ابن سيده. «فنتجت عند الحلول سخلة» نتجت: بضم أوله، على البناء للمفعول، وسخلة مفعول ثان. ويجوز نتجت، على البناء للفاعل، «وسخلة» مفعولة. يقال في فعله: نتجت الناقة، وأنتجت، مبنيين للفاعل، ونتجتها أنا، وأنتجتها: جعلت لها نتاجاً. ونتجت وأنتجت، مبنيين للمفعول. ست لغات. وفيه حذف مضاف تقديره: نتج بعضها سخلة، أو نتجت بعضها سخلة. والسخلة: اسم للمولود ساعة يولد، من أولاد الضأن، والمعز جميعاً، ذكراً أو أنثى. حكاه الجوهري عن أبي زيد.
«لم يرجع على المسكين» ليس عدم الرجوع مقصوراً على المسكين، بل بالمدفوع إليه الزكاة، كائناً من كان.
«من غير تفريط» التفريط: التقصير في الشيء، حتى يضيع ويفوت، قاله الجوهري. «في عشائرهم» العشائر: واحدتها عشيرة. قال الجوهري: وهي القبيلة. وقال صاحب «المطالع»: عشيرة الإنسان: أهله الأدنون، وهم بنو أبيه. «أو إسلام نظيره» قال الجوهري: نظير الشيء: مثله. وحكى أبو عبيدة: النِّظر، والنَّظير بمعنى، مثل: الند والنَّديد. «لإصلاح ذات البين» قال الزجاج: معنى قوله تعالى: {وأصلحوا ذات بينكم} حقيقة وصلكم. والبين: الوصل. والمعنى: وكونوا مجتمعين على أمر الله تعالى، فالذي غرم لإصلاح ذات البين، هو من غرم لإصلاح حال الوصل الفاسد. «في سبيل الله» وهم الغزاة الذين لا ديوان لهم. والسبيل: الطريق. قال صاحب «المطالع» في قوله : «من أغبرت قدماه في سبيل الله». يعني جميع الطرق الموصلة إليه. وقال الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي: وإنما استعملت هذه الكلمة في الجهاد، لأنه السبيل الذي يقاتل به على عقد الدين. والديوان: قال الجوهري: أصله دِوّان، فعوض من إحدى الواوين ياء، لقولهم: في جمعه دواوين، وقولهم: دونت الدواوين. ذكره أبو منصور في «المعرب» فقال: والديوان بالكسر قال أبو عمرو: وبالفتح خطأ، وحكاه غيره. وأول من دَوَّن الديوان في الإسلام عمر ـ رضى الله عنه ـ. «ابن السبيل» السبيل: الطريق، وسمي هذا المسافر بذلك، للزومه الطريق، كملازمة الطفل أمه. «فإن رآه جلداً» جلداً: بسكون اللام، أي: شديداً، قوياً، يقال جلد الرجل بالضم، فهو جلد وجليد، وبين الجلد، والجَلادةِ، والجُلودَةِ، والمجلود. «ولا مواليهم» المولى يذكر في كتاب الوقف. والمراد به هاهنا: من أعتقه هاشمي. «صدقة وصلة» الصدقة: ما دفع لمحض التقرب. والصلة: الإحسان والتعطف والرفق، وذلك كله موجود في الصدقة على القرابة، لأنه يعد بذلك محسناً متعطفاً رافقاً. والهاء فيها، عوض من الواو المحذوفة. فأصلها: وصلة، يقال: وَصلَهُ يَصلهُ. «لمن لا صبر له على الضيق» الصبر: حبس النفس عن الجزع. قال صاحب «المطالع»: وأصله الثبات. والضيق: بفتح الضاد، وبه قرأ الأكثرون. وقرأ ابن كثير بالكسر. «أن ينقص» تقدم تفسيرها في كتاب الزكاة. والله أعلم.
الصِّيامُ والصَّومُ: مصدر صام. وهو في اللغة: عبارة عن الإمساك. قال الله تعالى: {فقولي إني نذرت للرحمن صوماً}. ويقال: صامت الخيل: إذا أمسكت عن السير، وصامت الريح: إذا أمسكت عن الهبوب. قال أبو عبيدة: كل ممسك عن طعام، أو كلام، أو سير، فهو صائم. وهو في الشرع: عبارة عن الإمساك عن الأشياء مخصوصة، في زمن مخصوص، من شخص مخصوص، بنيَّةٍ مخصوصة. «برؤية الهلال» قال الجوهري، وصاحب «المطالع»: الهِلال: أول ليلة والثانية، والثالثة، ثم هو قمر. وذكر ابن الأنباري في مدة تسميته بالهلال أربعة أقوال. أحدها: ما ذكر، والثاني: ليلتان، والثالث: أن يستدير بخطة دقيقة، قاله الأصمعي. والرابع: إلى أن يبهر ضوؤه سواد الليل. «مع الصحو» قال الجوهري: الصحو: ذهاب الغنم، وأصحت السماء، فهي مُصْحِيَةٌ. وقال الكسائي: فهي صَحْو، ولا تقل: مُصحية. وحكى الفراء: صحت السماء: بمعنى أصْحَتْ. «عدَّة شعبان» شعبان: غير مصروف للعلمية، والزيادة، وجمعه: شعبانات وأشعب. وهو الشهر الذي بين رجب ورمضان. «غيم أو قَتَر» قال ابن سيده: الغيم: هو السحاب، وقيل: هو أن لا يرى شمساً من شدة الدجن، وجمعه: غُيوم وغيَام. والقتر: جمع قَتَرة وهي الغبار. ومنه قوله تعالى: {ترهقها قترة}. وقال ابن زيد: الفرق بين الغبرة، والقترة. أن القترة ما ارتفع من الغبار، فلحق بالسماء، والغبرة: ما كان أسفل في الأرض. «هلال شوال» صَوَّام، مصروف، وهو: الشهر الذي بين رمضان، وذي القعدة، والجمع شوّالات وشواويل، سمي بذلك، لكون الإبل كانت فيه حال التسمية شوْلاً، وهي: التي جف لبنها، وارتفع ضرعها. «والحامل والموضع» يذكر إن شاء الله تعالى في باب ميراث الحمل والرضاع. «أو أغمي عليه» تقدم تفسير الإغماء في كتاب الصلاة. «ولا يصح صوم واجب» صوم: منوَّن مرفوع، وواجب مرفوع، صفة له. ويجوز جرُّ «واجب» بالإضافة، على تقدير: صوم يوم واجب، أو زمن واجب، أو صوم واجب. «إن كان غداً» غداً بالنصب في خط المصنف رحمه الله تعالى، وفي نسخة مقروءة على المصنف غدٌ بالرفع، وهو ظاهر. وأما النصب، فعلى إضمار اسم كان أي: إذا كان الصيام غداً. ودل على تقديره قوة الكلام. ومن كلامهم: إذا كان غداً فأتني. «فهو فرضي» كذا بخط المصنف، رحمه الله تعالى، بياء المتكلم، أي: الذي فرضه الله تعالى عليَّ.
«أو استعط» استعط: مطاوع سعطه، إذا جعل في أنفه سَعوطاً، بفتح السين. وحكى أبو زيد: سعطه وأسعطَه بمعنى. والسَّعوط: ما يجعل في الأنف من الأدوية. «أو احتقن» قال الجوهري: الحُقْنةُ: ما يُحقنُ به المريض من الدواء. وقد احتقن الرجل، أي: استعمل ذلك الدواء من الدبر. «داوى الجائفة» الجائفة: تذكر مع الشجاج، إن شاء الله تعالى. وكذلك المأمومة. «أو استقاء» قال الجوهري: استقاء وتقيَّأ: تكلف القيء. وقال صاحب «المطالع»: قاء: إذا خرج منه القيء، وتقيَّأ: تفعَّل منه. والقيء: معروف. أو استمنى» قال الجوهري: استمنى: استدعى خروج المنِيّ. «أو أمذى» تقدم في باب إزالة النجاسة. أو كرر النظر فأنزل» إذا أنزل المني بتكرار النظر، أفطر. وإن أنزل مذْياً، ولم يفطر في الصحيح من المذهب. «أو قطر في إحليله» مخفف الطاء. قال الجوهري: قطر الماء وغيره، يقطر، وقطرته أنا، يتعدى ولا يتعدى. والإحليل: مخرج البول، ومخرج اللبن من الضرع والثدي. «أو احتلم» أي: أنزل في نومه منياً. والحُلْم، والحُلُم: بوزن عُسْرٍ، وعُسُرٍ: ما يراه النائم. لكن غلب اسم الرؤيا على الخير، والحلم على الشر. «ذرعه القيء» قال الجوهري: ذرعه القيء: إذا غلبه وسبقه. «فلفظه» بفتح أوله وثانيه، أي: رمى به. والله سبحانه وتعالى أعلم.
«يجمع ريقه» الريق: الرضاب. وهو ماء الفم. «فيبلعه» مضارع بلعه، كذا ذكره المصنف. «وأن يبتلع النخامة» قال الجوهري: النخامة بالضم: النُّخاعة، وقال صاحب «المطالع»: النخامة ما يلقيه الرجل من الصدر، وهو البلغم اللزج. قال: والنخاعة، والنخامة: واحد عند ابن الأنباري. ومنهم من قال: النخاعة من الصدر. والنخامة من الرأس. «مضع العلك» قال ابن فارس: العلك: كل صمغة تعلك. وقال ابن سيده: العلك: ضرب من صمغ الشجر، كاللبان يمضع فلاينماع والجمع علوك، وبائعه علاّكٌ. «يتحلل منه أجزاء» أجزاء: جمع جزء، وهو بعض الشيء: وهو مصروف. «اجتناب الكذب والغيبة والشتم» قال الجوهري: يقال: كذَبَ كَذِباً وكِذْباً، عى وزن كَتِفٍ وكِتْفٍ، فهو كذاب وكَذّاب، وكَذُوب، وكِذبان، ومكُذّبان، ومكُذبانة وكُذْبَةٌ، بوزن همزة، وكُذبذُب مخفف، وقد تشدد ذاله الأولى. وقال صاحب «المطالع»: والكذب: خلاف الصدق. والصدق: الأخبار بمايطابق المخبر عنه. وأما الغيبة: فهي ذكر الإنسان بما يكره، بهذا فسرها رسول الله في حديث أبي هريرة. «رواه مسلم». وهي حرام بالإجماع، وتباح لغرض صحيح شرعي، لا يمكن الوصول إليه إلا بها، كالتظلُّم، والاستفتاء، والاستغاثة على تغيير منكر، والتحذير، والتعريف، والجرح. وأما الشتم: فقال الجوهري: الشتم: السب. والاسم: الشتيمة. وقال أبو العباس اللبلي في شرح الفصيح: الشتم: رمي أعراض الناس بالمعايب، وثلبهم، وذكرهم بقبيح القول، خضراً، أو غيباً، عن ابن درستويه. وقال المطرزي: الشتم عند العرب: الكلام القبيح سوى القذف. «وإن شُتم، استحب أن يقول: إني صائم» ذكر الخطابي في ذلك للعلماء قولين. أحدهما: أنه يقوله بلسانه. والثاني: بقوله بقلبه. «وتأخير السحور» قال صاحب «المطالع»: السَّحور بالفتح: اسم ما يؤكل في السحر، وبالضم: اسم الفعل. وأجاز بعضهم أن يكون اسم الفعل بالوجهين، والأول أشهر. والمراد هنا الفعل، فيكون بالضم على الصحيح. «تأخير قضاء رمضان إلى رمضان آخر» الأول: غير مصروف، لأنه معرفة والثاني: مصروف، لأنه نكرة، لوصفه «بآخر». وكذلك كل معرفة وصفت بآخر، فإنهما تنكر. والله تعالى أعلم.
قال الجوهري: وتطوع: تكلف الاستطاعة، والتطوع بالشيء: التبرع به. «صيام أيام البيض» أيام البيض: هي الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر. وقيل: الثاني عشر بدل الخامس عشر، حكاه الماوردي والبغوي وغيرهما. والصحيح: الأول، قاله المصنف رحمه الله في «المغني»: وسميت بيضاً، لا بيضاض ليلها كله بالقمر، أي: أيام الليالي البيض. وقيل: لأن الله تعالى تاب على آدم فيها، وبيض صحيفته. ذكره أب الحسن التميمي آخر كلامه. فعلى القول الثاني يكون من إضافة الشيء إلى نفسه، لأن الأيام هي البيض، والأيام الثلاثة الأول من الشهر: تسمى «الغرر»، والتي تليها «النفل»، والتي تليها «التسع» والتي تليها «العشر»، والتي تليها «البيض»، والتي تليها «الدرع»، والتي تليها «الظلم» والتي تليها «الحنادس»، والتي تليها «الدآرىء» على وزن مساجد، والتي تليها «المحاق» مثلثه وقد نظمها الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسين الملقب: بشعلة في ثلاثة أبيات شعر وهي: الشَّهْرُ ليَاليه قممُ فَلِكلٍّ ثلاثٍ خُصَّ سُمُ منها غُرَرٌ نَفْلٌ تُسَعٌ عُشَرٌ بِيضٌ دُرَعٌ ظُلَمُ فَحنادِسُها فدآدئها فمُحاقٌ ثمَّ فَتُخْتَتَمُ «صوم الاثنين والخميس» سمي الاثنين بذلك، لأنه ثاني أيام الأسبوع. قال الجوهري: ولا يثنى، لأنه مثنى. فإن أحببت أن تجمعه، قلت: أثانين. وسمي الخميس بذلك، لأنه خامس أيام الأسبوع. قال الجوهري: وجمعه: أخمساءُ، وأخْمِسةٌ. وحكى النحاس: خُمْسانٌ، كرغيف ورُغْفان. وحكي عن الفراء: أخامس، فتكون له أربعة جموع. «وأتبعه بست من شوال» ست: أصله سِدْسٌ فأبدل من إحدى السنين تاء، وأدغم فيه الدال لأن تصغيرها سُدَيْسَةٌ، وجمعها أسداس. وورد في الحديث الصحيح هكذا بغير تاء، والمراد: الأيام، لأن العرب تغلّب في التاريخ الليالي على الأيام. ويحتمل أن يكون على حذف مضافين، أي: وأتبعه بصيام أيام ست أي: أيام ست ليالٍ. ونظيره: قوله تعالى: {فقبضتُ قبضةً من أثَر الرسول}. أي: من أثر حافر فرسِ الرسول. «يوم عاشوراء» عاشوراء: اليوم العاشر من المحرم. وعن ابن عباس: هو التاسع. ونص الإمام أحمد رحمه الله على استحباب صومهما، على أنه إذا اشتبه أول الشهر، صام ثلاثة أيام. قال القاضي عياض في «المشارق»: عاشوراء: اسم اسلامي، لا يعرف في الجاهلية. قال ابن دريد. قال: وليس في كلامهم فاعولاء. وحكى ابن الأعرابي: أنه سمع خابوراء، ولم يثبته ابن دريد. وحكى أبو عمرو الشيباني فيه القصر، وحكى الجوهري: عشوراء، فصارت فيه ثلاث لغات.
«يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة» سمي بذلك، لأن الوقوف بعرفة فيه، وقيل: لأن إبراهيم الخليل، صلوات الله عليه، عرف فيه أن رؤياه حق. واليوم الثامن من ذي الحجة: يوم التروية، والتاسع: يوم عرفة، والعاشر: يوم النحر، والحادي عشر: يوم القَرِّ بفتح القاف، سمي بذلك لقرار الناس فيه بمنى، والثاني عشر: يوم النَّفْرِ الأول، والثالث عشر: يوم النَّفْرِ الثاني، ويسمى يوم الصدرِ. وقد تقدَّم في صلاة العيدين. «عشر ذي الحجة» المراد به الأيام التسعة التي آخرها يوم عرفة، وسميت التسع عشراً، من إطلاق الكل على الأكثر، لأن العاشر لا يصام. وذو الحجة: الشهر الثاني عشر من السنة، سمي بذلك، لأن الحجة فيه، و«الحجة» بكسر الحاء وحكي فتحها. وذو القعدة بالفتح، وحكي فيه الكسر، وجمع ذي الحجة: ذوات الحجة عن النحاس. ويأتي أتم من هذا في باب المواقيت. «شهر الله المحرم» وهو أول شهور العام، سمي محرماً، لتحريم القتال فيه، وثبت عن رسول الله أنه سماه شهر الله. «ويكره إفراد رجب بالصوم» رجب مصروف، الشهر الفرد من الأشهر الحرم وسمي رجباً من الترحيب وهو التعظيم، لأن العرب كانوا يعظمونه في الجاهلية، ولا يستحلُّون فيه القتال. ويقال له: «رجب مضر»، لأنهم كانوا أشد تعظيماً له، والجمع أرجاب، فإذا ضموا إليه شعبان قالوا: رجبان. «يوم الجمعة، ويوم السبت، ويوم الشك، ويوم النيروز، والمهرجان» يوم الجمعة: تقدم في أول باب «صلاة الجمعة» ويوم السبت: آخر أيام الأسبوع. قال الجوهري: سمي يوم السبت، لانقطاع الأيام عنده. قال: والسبت: الراحة. والسبت: الدهر. والسبت: حلق الرأس. والسبت: إرسال الشعر عن المقص، والسبت: ضرب من سير الإبل. والسبت: قيام اليهود بأمر سبتها. «ويوم الشك» قال المصنف رحمه الله في «الكافي»: هو اليوم الذي يشك فيه، هل هو من شعبان أم من رمضان إذا كان صحواً؟. «يوم النيروز والمِهُرَجان» عيدان للكفار. قال الزمخشري: النيروز: الشهر الرابع من شهور الربيع. والمهرجان: اليوم السابع عشر من الخريف. ذكر ذلك في مقدمة الأدب، والظاهر أنه بكسر الميم. «ليلة القدر» هي بسكون الدال، وفتحها جائز. قال أبو إسحاق الزجاج: معنى ليلة القدر: ليلة الحكم، وهي: الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم، آخر كلامه. وفي تسميتها بذلك خمسة أقوال. أحدها: لعظمتها، من قوله تعالى: {وماقدروا الله حَقَّ قدرِهِ}.
والثاني: من التضييق، من قوله تعالى: {ومَن قُدِرَ عليه رِزْقُه}. أي: ضاق، لأنها ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة. والثالث: لما يقدر فيها من الأشياء. الرابع: أن من لم يكن فيها ذا قدر، صار فيها ذا قدر.
المناسك: جمع منسك بفتح السين وكسرها، فبالفتح مصدر، وبالكسر اسم لموضع النسك، وهو مسموع، وقياسه: الفتح في المصدر والمكان. قال الجوهري: وقد نسك وتنسك، أي: تعبد. ونسك بالضم نساكة أي: صار ناسكاً. وقال صاحب «المطالع»: المناسك: مواضع متعبدات الحج، فالمناسك إذاً: المتعبَّدات كلها، وقد غلب إطلاقها على أفعال الحج، لكثرة أنواعهغ. «يجب الحج» الحج: بفتح الحاء وكسرها، لغتان مشهورتان، وهو في اللغة: عبارة عن القصد. وحكي عن الخليل: أنه كثرة القصد إلى من تعظمه. قال الجوهري: ثم تعورف استعماله في القصد إلى مكة للنسك. وقال الإمام أبو اليمن الكندي: الحج: القصد، ثم خص، كالصلاة وغيرها. وقال المصنف رحمه الله تعالى في «المغني»: هو في الشرع اسم لأفعال مخصوصة. «والعمرة» العمرة في اللغة: الزيارة. وقيل: القصد، نقلها ابن الأنباري وغيره، وهي في الشرع عبارة عن أفعالها المخصوصة المذكورة في مواضعها. «من عرفة» قال الجوهري: عرفات موضع بمنى وهو اسم في لفظ الجمع. الخامس: لأنها نزل فيها كتاب ذو قدر، وتنزل فيها ملائكة ذو قدر، ورحمة ذات قدر. واختلف الصحابة ـ رضى الله عنه ـ م والتابعون، في أي ليلة أخص بها وأرجى، على ثلاثة عشر قولاً. أحدها: ما ذكره المصنف رحمه الله تعالى. والثاني: أنها أول ليلة من رمضان. والثالث: أنها ليلة سبع عشرة. والرابع: أنها ليلة تسع. والخامس ليلة إحدى وعشرين. والسادس: ليلة ثلاثة وعشرين. والسابع: أنها ليلة خمس وعشرين. والثامن: أنها ليلة تسع وعشرين. والتاسع: آخر ليلة من رمضان. والعاشر: أنها في أشفاع هذه الأفراد. والحادي عشر: أنها في جميع السنة. والثاني عشر: أنها في جميع الشهر. والثالث عشر: أنها تتحول في ليالي العشر كلها. ذكر الأقوال الثلاثة عشر، الإمام عبد العظيم في «حواشيه». «وأرجاها» بغير همز أي: أكثر وأشد رجاء. قوله : «عفو تحب العفو» قال الخطابي: العفو: وزنه فعول، من العفو، وهو بناء للمبالغة. والعفو: الصفح عن الذنوب، وترك مجازاة المسيء. وقيل: إن العفو مأخوذ من عفت الريح الأثر إذا درسته، فكأن العافي عن الذنب يمحوه بصفحته عنه. والله سبحانه وتعالى أعلم. «يتخلله» أي: يتخلل الجمعة اعتكافه، أي: يكون في خلله. «وأفضلها المسجد الحرام، ثم مسجد المدينة، ثم الأقصى» فالمسجد الحرام: مسجد الكعبة، وسمي الحرام: لما يذكر في «دخول مكة».
ومسجد المدينة: مسجد النبي. والمدينة لها أسماء: المدينة، وطابة، وطَيْبة، بفتح الطاء. وقيدته بفتح الطاء، احترازاً من طيبة، بكسرها، فإنها قريبة قرب زُرودٍ. ويثرب، كان اسمها قديماً، فغيره النبي، لما فيه من التثريب، وهو التغيير والاستقصاء في اللوم. وتسميتها في القرآن «يثرب» حكاية لقول من قالها من المنافقين. وقيل: يثرب اسمها أرضها. وقيل: سميت يثرب باسم رجل من العمالقة، كان أول من نزلها. وقال عيسى بن دينار. من سماها يثرب، كتب عليه خطيئةٌ. والمسجد الأقصى: مسجد بيت المقدس، وسمي الأقصى، لبعده من المسجد الحرام. وقيل: لأنه أبعد المساجد التي تزار. ويأتي ذكر المدينة في باب «صيد الحرم ونباته». «كحاجة الإنسان» يريد الخروج للبول، والغائط. «فسد اعتكافه» بفتح السين وكسرها وضمها. «بفعل القرب» القرب: جمع قربة، وهي: كل ما يتقرب به إلى الله تعالى، أي: يطلب به القرب عنده. «ما لا يعنيه» بفتح الياء، ولا يجوز ضمها، قال الجوهري: أي ما لا يهمه.
وهو في اللغة: لزوم الشيء والإقبال عليه. وفي الشرع: لزوم المسجد، لطاعة الله تعالى فيه، عن أصحاب «المطالع» وغيره. قال ابن سيده: يقال عكف يعكف، ويعكف، عكفاً وعكوفاً واعتكف: لزم المكان. والعكوف: الإقامة في المسجد. «إلا أن ينذره» بكسر الذال وضمها. عن الجوهري وغيره. «إن كان بينهما مهاياه» قال ابن عباد في كتابه «المحيط»: والمهاياة: يعني بغير همز، أمر يتهابى القوم عليه، فيتراضون. قلت: ويجوز أن يكون مهموزاً «مفاعلة» من الهيأة، أي: يتفقون على صورة معينة. «في مسجد يجمع فيه» أي: تقام فيه صلاة الجماعة ويجتمع فيه لها. يقال: قوم جميع، أي: مجتمعون. فأما صلاة الجمعة، فيقال: يجمع فيه، بتشديد الميم، نص عليه ابن القطاع غيره من أهل اللغة. الجمع، فلا يجمع. قال الفراء: عرفات لا واحد له بصحة. وقول الناس: نزلنا عرفه، شبيه بمولد، وليس بعربي محض. وهي معرفة وإن كان جمعاً، لأن الأماكن لا تزول، فصارت كالشيء الواحد. وفي تسميتها بها ثلاثة أقوال. أحدها: أن جبريل عرَّف إبراهيم عليهما السلام مناسك الحج فيها، فقال: عرفتُ. قاله علي ـ رضى الله عنه ـ. والثاني: لتعارف آدم وحواء بها، قاله الضحاك. والثالث: من قولك: عرفت المكان، إذا طيبته. نقله ابن فارس. ويحتمل أن يكون: لتعارف الناس، فإنهم يجتمعون من الأقطار ويتعارفون. «بإذن وليه» وليه: أبوه ووصيه، وأمين الحاكم. وإن أحرمت أمه عنه، صح. نص عليه للحديث. وقال القاضي: ظاهر كلام الإمام أحمد أنه لا يحرم عنه إلا وليه. وأما غير الأم والولي من الأقارب، كالأخ والعم وابنه، فيخرج فيهم وجهان. وأما الأقارب، فلا يصح إحرامهم وجهاً واحداً، نقله المصنف في «المغني». «يملك زاداً وراحلة» الزاد: الطعام يتخذ للسفر. قاله الجوهري وغيره: وقال في «المغني» والزاد الذي تشترط القدرة عليه: هو ما يحتاج إليه في ذهابه ورجوعه، من مأكول ومشروب، وكسوة. قال الجوهري: والراحلة: الناقة التي تصلح لأن يرحل عليها، وقيل: الراحلة: هي المركب من الإبل ذكر كان أو أنثى. «من مسكن وخادم» المسكن: المنزل، بفتح الكاف وكسرها، والخادم: واحد الخدم، غلاماً كان أو جارية. «ومؤنة عياله» تقدم في باب زكاة الفطر الكلام على القوت وهو المؤنة بهمز ولا همز وهي فعولة. وقال الفراء: مَفْعَلَةُ من الأين وهو التعب والشدة. وقيل: من الأون: الخرج. ويقال: مأنتهم بالهمز، ومنتهم بتركه، بناء على معنى المؤنة.
«وعلى الدَّوام» الدَّوام: مصدر دام يدوم، إذا ثبت واستمرَّ، والمراد ههنا: مدة ذهابه ورُجوعه. هكذا ذكر المصنف رحمه الله في «المغني». وزاد صاحب «المستوعب» أن يكون له إذا رجع ما يقوم بكفايته، وكفاية عياله، من عَقَار أو بضاعةٍ أو صناعةٍ. «على الفَوْر» الفوْر: الغليانُ، والفورةُ: ما يفور من القدر، ومن ذلك اشتقاق قولهم: فعله من فوره. أي: من قبل أن يسكن. حكى ذلك ابن فارس. «لاخفارة فيه» الخفارة بضم الخاء، وفتحها، وكسرها، اسم لجعل الحفير، واسم للمصدر من قولك: خَفَرْته إذا أجرته، ذكر ذلك ابن سيده، والمراد هنا الأول. «تجحف بماله» تُجحفُ، بضم التاء وكسر الحاء، قال الجوهري: أجحف به، أي: ذهب به. هذا معناه لغة، والمراد هنا. بما لا يُجحِفُ: الزيادةُ اليسيرة. بهذا فسرها ابن حامد والقاضي. «بحصته» الحصَّة: النصيب. أي بنصيبه. مثاله: أن يُخلفَ مئة دينار، وعليه أربعمائة دينار، والحج يحتاج مئة، فحصة الحج عشرون، لأنها الخمسُ. «وجود محرمها» المحرم: مَنْ يحرمُ نكاحه، رجلاً كان أو امرأةً. ويقال: هو رَحِمٌ مَحْرَمٌ، وذو محرَّم، بفتح الميم والراء مُحففة، وبضم الميم وتشديد الراء، وهي من ذوات المحارم. هذا هو المحْرم لغة، ثم زيد في ذلك شرعاً كونه مسلماً بالغاً، عاقلاً، محرَّماً على التأبيد. وكون الزوج محرماً، لأن المقصود من سفر المحْرَمِ مع المرأة، حاصل من سفر الزَّوج معها، وهو حفظها وصيانتها، مع كونه له الخلوة بها والنظرُ إليها. «على التأبيد» قال الجوهري: الأبد: الدَّهر. والأبد أيضاً: الدائم والتأبيد: التخليد، والله أعلم.
المواقيت: جمع ميقات، وهو الزمان والمكان المضروب للفعل. «من ذي الحُليفة» ذُو الخيفة، بضم الحاء وفتح اللام، موضع معروف، مشهور بينه وبين المدينة ستة أميال، وقيل: سبعة نقله عياض وغيره. «وأهل الشام ومصر والمغرب الجحفة» الشام: إقليم معروف، يقال مسهلاً ومهموزاً، وشآم بهمزة وبعدها مدة، نقل الثلاثة صاحب «المطالع». قال الجوهري: الشام بلاد، يذكر وتؤنث، ورجل شامي، وشاآم على فعالٍ، وشامي، أيضاً. حكاه سيبويه. وفي تسميتها بذلك ثلاثة أقوال. أحدها: أنها سُمَّيت بسام بن نوح، لأنه أولَ من نزلها، فجعلت السين شيئاً تغييراً للفظ الأعجمي. والثاني: أنها سُمِّيت بذلك لكثرة قُراها، وتداني بعضها من بعض، فشُبِّهت بالشَّامات. والثالث: أنها سُميت بذلك، لأن باب الكعبة مستقبل المطلع، فمن قابل طلوع الشمس، كانت اليمن عن يمينه، والشام عن يده الشُّؤْمى. ومصر: المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث عن ابن السراج، ويجوز صَرْفه وترك صرفه. قال أبو البقاء، في قوله تعالى: {اهبطوا مصراً}. «مصراً»: نكرة، فلذلك انصرف. وقيل: هو معرفة، وصرف لسكون أوسطه، وترْك الصرف جائز، وقد قرىء به، وهو مثل: هِنْدٍ، ودَعْدٍ. وفي تسميتها بذلك قولان. أحدهما: أنها سميت بذلك، لأنها آخر حدود المشرق، وأول حدود المغرب، فهيَ حد بينهما. والمِصْر: الحد، قاله المفضَّل الضبي. والثاني: أنها سُميت بذلك لقصد الناس إياها، لقولهم: مَصَرْتُ الشاة، إذا: حَلْبتها، فالناس يقصِدُونها، ولا يكادون يَرغَبون عنها إذا نزلوها، حكاه ابن فارس عن قوم. والجحفة: بجيم مضمومة، ثم حاء مهملة ساكنة، قال صاحب «المطالع» هي قرية جامعةٌ بها منبر على طريق المدينة من مكة، وهي مَهْيَعة وسُمّيت الجُحْفَة، لأن السيل اجتحفها، وحمل أهلها. وهي على ستة أميال من البحر، وثماني مَراحل من المدينة. وقيل: نحو سبع مراحل من المدينة، وثلاث من مكة. والجحفة مرفوعٌ، ولا يجوز جَرُّه عَطْفاً على ذي الحُلَيْفة، لأنه يلزم منه العطف على عاملين، وهو ممنوع. «وأهل اليمن يلملم» قال صاحب «المطالع» اليمن: كلُّ ما كان عن يَمين الكعبة من بلاد الغور. قال الجوهري: اليَمَن: بلاد العرب، والنِّسبة إليها يَمَني، ويمان، مخففة، والألف عِوَض عن ياء النَّسب، فلا يجتمعان. قال سيبويه: وبعضهم يقول: يمانيّ بالتشديد. قال أمية بن خلف.
يَمَانِيَّا يَظَلُّ يَشُدُّ كيراً ويَنْفُخُ دائماً لَهبَ الشواظِ فقوله: والرُّكن اليماني في باب «دخول مكة» والجيد تخفيف الياء. وَيلمْلم: قال صاحب «المطالع»: ألَمْلَم، ويقال: يلملم، وهو جَبَلٌ من جبال تِهامة، على ليلتين من مكة، والياءُ فيه بدل من الهمزة، وليست بمزيدة، وحكى اللغتين فيه الجوهري وغيره. «ولنجد قرن» نجد، بفتح النون، وسكون الجيم، قال صاحب «المطالع»: وهو ما بين جُرَش إلى سواد الكوفة، وحدُّه مما يلي المغرب: الحجاز، على يسار الكعبة. ونجد كلها من عمل اليمامة. وقال الجوهري: ونجد من بلاد العرب، وهو خلاف الغور: وهو تهامة كلها. وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق، فهو نجد، وهو مذكر. وقَرْن: بسكون الراء بلا خلاف، قال صاحب «المطالع»: وهو ميقات نجدٍ على يوم وليلة من مكة، ويقال له: قَرْن المنازل، وقَرْن الثعالب. ورواه بعضهم بفتح الراء، وهو غلط، إنما «قَرَن»، بفتح الراء قبيلة من اليمن، آخر كلامه. وقد غلط غيره من العلماء، ممن ذكره بفتح الراء، وزعم أن أويساً القرني منه، إنما هو من «قَرَن»، بفتح الراء، بَطْن من مُراد. «وأهل المشرق ذات عرق» ذات عرق: منزل معروف من منازل الحاج، يحرم أهل العراق بالحج منه، سمي بذلك: لأن فيه عرقاً، وهو الجبل الصغير، وقيل: العرْق: الأرض السَّبخة تُنبت الطرفاء. «وذو القعدة وعشر من ذي الحجة» قال صاحب «المطالع»: ذو القعدة، بالفتح الكسر، سمي بذلك، لأن العرب قعدت فيه عند القتال، تعظيماً له. وقيل: لقعودهم فيه عن رحالهم وأوطانهم. وذو الحجة، بالفتح، وأجاز بعضهم الكسر، وأباه آخرون.
قال ابن فارس: الاحرام: الدخول في التحريم، كان الرجل يحرم على نفسه النكاح والطيب، وأشياء من اللباس، كما يقال: أشتى: إذا دخل في الشتاء. وأربع: إذا دخل في الربيع. قال الجوهري في آخرين: الحُرْم بالضم: الاحرام وأحرم بالحج وبالعُمرة باشر أسبابهما وشروطهما. وحكى أبو عثمان في «أفعاله»: حَرَم الرجل وأحْرَم، دخل الحرم، أو صار في الأشهر الحُرُم. والاحرام شرعاً: نية الدخول في الحج أو العُمرة، والنيةُ الخاصة، لا نيةُ المسافر ليحجَّ أو يعتمر. والتجرد وسائر المحظورات ليس داخلاً في حقيقته بدليل كونه محرماً بدون ذلك ولا يصير محرماً بترك المحظورات عند عدم النية فذات الاحرام مع النية وجوداً أو عدماً. «ولا ينعقد إلا بالنية» أي: لا يصير مُحرماً بدونها. «إزاراً أو رداء» الازار: هذا المعروف، الذي يشد على الحَقْوين فما دونهما، وهو المئزر. والرداء: ما يرتدي به على المنكبَيْن، وبين الكتفين: من بُرْدٍ، أو ثوب ونحوه. «ويتجرد عن المخيط» رَفَعه لأنه واجب في الاحرام، فإذا عُطِفَ بالنصب، كان معطوفاً على المستحب، ويجوز نصبه على أن يكون المجموع مستحباً. «فمحلي» أي مكان إحلالي، بفتح الحاء وكسرها، فالفتح مقيس، والكسر سماع. يقال: حلّ بالمكان يَحُلُّ به، بضم حاء المضارع، وحَلّ من إحرامه وأحل منه. «بمثل ما أحرم به فلان» فلان وفلانة كناية عن الذكر والأنثى من الناس، يقال: فلانٌ، مصروف، وفلانة غير مصروفة، للتأنيث والعلمية، فإن كُني به عن غير الناس قيل: الفلان والفلانة. «لَبّى» لَبّى بغير همز، وهو الأصل. ولبّأ بالهمز، لغة والتَّلْبيةُ: قولك لمن دعاك: لبيك. والتَّلْبية بالحج: قولك: لبيك اللهم لبيك إلى آخره. وهو اسم مثنى عند سيبويه وجماعة، وقال يونس بن حبيب النحوي: ليس بمثنى، إنما هو مثل: عَلَيْك وإليك. وحكى أبو عبيد عن الخليل: أن أصل التلبية: الاقامة بالمكان، يقال: ألْبَيْتُ بالمكان ولبَّيْتُ به: إذا أقمت به، وهو منصوب على المَصْدر، وثني، والمراد به التكثر، أي: إقامة على إجابتك بعد إقامة، كقوله تعالى: {فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البَصَر كَرّتين}. أي: كرات، لأن البصر لا يَنْقلب خاسئاً وهو حسيرٌ من كَرّتين. ومثله قولهم: حنانَيْك، أي: حنان بعد حنانٍ. والحنان: العطف.
«إن الحمد والنعمة لك والملك» قال الشيخ رحمه الله في «المغني»: ويقول لبيك إنَّ الحمد، بكسر الألف نص عليه الامام أحمد ـ رضى الله عنه ـ. وبالفتح جائز، إلا أن الكسر أجود. قال ثعلب: من قال «أنَّ» بفتحها، فقد خَصَّ، ومن قال بكسر الألف، فقد عَمّ، يعني: ان مَنْ كَسَر، جعل الحمد لله على كل حال، ومَنْ فَتَح فمعناه لبيك، لأن الحمد لك، أي: لهذا السبب. آخر كلامه. «والملك» بالنصب والرفع، فالنصب عطف على الحمد والنعمة، والرفع بالابتداء. «إذا علا نشزاً» النَّشز: المكان المرتفع، بفتح الشين وسكونها، وكذلك النَّشاز، على وزن الكلام. «وفي دبر الصلوات» يقال دُبْر ودُبُر، كعُسْرٍ وعُسُر، أي: عند فراغه من الصلوات.
مَحْظورات: جمع مَحْظورة، وهي صفة لموصوف محذوف، أي باب الخصلات المحظورات، أو الفَعْلات المحظورات، أي: الممنوع فعلهُنَّ في الاحرام. قال الجوهري: المحظور، المحرَّمُ، والمحظورُ أيضاً: الممنوعُ. «وتقليم الأظفار» تقليم الأظفار: تقصيصها، قال الجوهري: قَلَمْتُ ظُفْري، وقلَّمْت أظفاري، شدد للكثرة. وقال صاحب «المطالع»: والقَلْم: يستعمل في الأخذ من الجوانب، وقيل: ما استعمل الأخذ من الأظفال إلا مشدداً، قَلَّم تقليماً، والأصل: قَلَمه قَلْماً. «أو قرطاس فيه دواء» القِرْطاس، فيه ثلاث لغات: كسر القاف، وضمها، وقَرْطَسٌ بوزن جعفر، ذكر الثلاث الجوهري. وقال: هو الذي يُكتب فيه. وقال صاحب «المطالع»: العرب تسمى الصحيفة قرطاساً، من أي نوع كان. «والدواء» تقدم في كتاب الصلاة. «أو حناء» الحِنَّاء: بالتشديد والمد هو هذا المعروف، ويقال له: الرقُونِ والرِقَانُ والارقان واليُرَنَّاء، بضم الياء وفتحها، وتشديد النون فيهما، فإذا فَتَحْتَ الياء همزت آخره، وإذا ضمتها جاز الهمز وتركه، نص عليه أبو محمد عبدالله بن بري في كتاب «التنبيه والافصاح». «وان استظل بالمحمل» المحمل، كالمجلس، كذا ضبطه الجوهري، وضبطه شيخنا أبو عبدالله بن مالك في «مثلثه» بعكس ذلك، وهو مركب يركب عليه على البعير. «فليلبس السراويل» قال سيبويه: وأما سراويل، فشيء واحد، وهو أعجمي أعرب إلا أنه أشبه من كلامهم ما لا ينصرف معرفة ولا نكرة. وحكى الجوهري فيه التذكير والتأنيث، وزعم بعضهم أنه ذو وجهين، الصَّرف وتركه، والصحيح أنه غير مصروف، وجهاً واحداً. «منطقة» بكسر الميم، وفتح الطاء، قال الجوهري: انتطق: لبس المنطق، وهو كل ما شددت به وسطك، والمِنْطَقُه معروفة، اسم لها خاصة. «وهميانه» قال الجوهري: همْيان الدراهم، بكسر الهاء، وهو معرب، وهميان ابن قُحَافَة السَّعْدي يكسر ويضم. «قباء» القباء: ممدود. وقال بعضهم: هو فارسي معرب. وقال صاحب «المطالع»: هو من قَبَوت، إذا ضمت، وهو ثوب ضيق من ثياب العجم. «عند الضرورة» الضرورة، بفتح الضاد: المَشَقَّةُ. «والمسك والكافور» إلى آخر الفصل. المِسْك: بكسر الميم، معروف. قال الجوهري: المِسْك: من الطيب فارسي معرب، وكانت العرب تسميه المَشموم، وهو مذكر، وقد جاء تأنيثه في الشّعر، وتأولوه على إرادة الرائحة.
«والكافور» تقدم في كتاب الطهارة. و«العنبر» تقدم أيضاً. قال الجوهري: «الورث» نبت أصفر، يكون باليمن، يتخذ منه الغمرة للوجه. يقال منه: وَرَس الرمث. وأوْرَسَ، إذا اصفر ورقه بعد الادراك. وقال غيره: هو شيء آخر يُشبه سَحْق الزعفران، ونباته مثلُ نبات الِّسمْسم، يُزرَع سنةً ويبقى عشرَ سنين. «والشِّيح»: بكسر الشين، معروف. «والخزامى» نَبْت له زهيرة طيبة الرائحة لها نَوْر كزهر البَنَفْسج، الواحدة خُزَاماة. والخَزَمُ، بالتحريك: نبت يتخذ من لحائه الحبال، وبالمدينة سوق يقال له: سوق الخَزّامين. والريحان: نَبْتٌ معروف، وقيّده أبو الخطاب وغيرهُ من أصحابنا بالفارسي، وكذلك في الأيمان. والريحان يُطلق على الرزق. وقوله تعالى: {والحبّ ذو العَصفِ والريْحان}. فالعَصف: وَرَق الزرع. والريحان: الرزق. «والنرجس» معروف، بفتح النون وكسرها والجيم مكسورة فيهما. ذكره ابن سيده في الثلاثي. وقال أبو منصور اللغوي: النرجس أعجمي معرب، وليس له نظير في الكلام، وليس في كلامهم نون بعدها راء. «والبنفسج» قال أبو منصور اللغوي والبَنَفْسَجُ معرّب. وجدته مضبوطاً، بفتح الباء والنون والسين، في نسخة صحيحة، مقروءة على أبي اليُمن الكندي، حدث بها عن أبي المنصور المصنِّف رَضي الله عنهما. «والبرم» بفتح الباء والراء، ثم العَضَاه، الواحدة بَرَمَة، ذكره الجوهري. «ليشم الطيب» بفتح الشين، ويجوز ضمها، والميم مفتوحة معهما، نصباً. «وحشياً» الوحشيُّ من دواب البر ما لا يستأنس غالباً، والجمع: الوحوش. وقال الجوهري: الوحوش، حيوان البرِّ، الواحد وحشيُّ يقال: حمارُ وحشٍ بالاضافة، وحمارٌ وحشيُّ. «أن يعيره سكّينا» قال الجوهري: السكين: معروف، يذكر ويؤنث، والغالب عليه التذكير، ويقال لها: المُدْيَة أيضاً، ويقال لها: سكينة أيضاً. «وان أمسك صيداً» تقدم إن أمسك، والأفصح في باب الغسل، وقد حكي مسك. «إزالة يده المشاهدة دون الحكمية» المشاهدة بفتح الهاء: اسم مفعول من شوهد، مثل أن يكون حَامَله، أو حَاملاً قفصاً هو فيه، أو ممسكاً بحبله، أو مربوطاً في خيمته، أو إلى راحلته، ونحو ذلك. والحكمية: أن يكون الصَّيد في مُلكه، ولا يكون معه، مثل كونه في بلده، أو مودعاً عند غيره، بحيث لا يُشاهده معه، ونحو ذلك والحُكمُ: مصدر حَكَم على الشيء، والياء المشددة، ياءُ النسب، والتاء للتأنيث، لأنها صفةٌ لليد، أي: اليد الحُكِمية.
«: وان أرسله انسان» أرسله، أي: أطلقه. عن ابن القَطّاع وغيره. «صائلاً عليه» الصَّائل: القاصُد الوثوب عليه. قال الجوهري: يقال: صال عليه: وثب. صَوْلاً وصَوْلَةً، والمصاولة: المواثبة، وكذلك الصِّيال والصِّيَالة. «وفي إباحته في الحرم» المراد في آبار الحرم ونحوها. «ويضمن الجراد» قال الجوهري: والجراد، معروف، والواحدة: جَرَداة، تقع على الذكر والأنثى، وليس الجراد يذكر للجرادة، وإنما هو اسم جنس، كالبقر والبقرة، ونحوهما، وهل هو من صيد البرّ أو من صيد البحر، على روايتين. «ومن اضطر» هو بضم الطاء، مبني للمفعول. «إلى التنعيم» قال صاحب «المطالع»: هو من الحل بين مكة وسرف، عن فرسخين من مكة، وقيل: على أربعة أميال. وسميت بذلك، لأن جبلاً عن يمينها، يقال له: نُعَيْم، وآخر عن شمالها، يقال له: ناعِمٌ والوادي نَعْمان بفتح النون. «بدنة» قال كثير من أهل اللغة: البَدَنة: تُطلق على البعير، والبقرة. وقال الأزهري: تكون من الابل، والبقر، والغنم. وقال صاحب «المطالع» وغيره: البَدَنَة والبُدن، هذا الاسم يختص بالإبل، لعِظَم أجسامها. وللمفسرين في قوله تعالى: {والبُدْن جَعَلْناها لكم}. ثلاثة أقوال أحدها: أنها الابل، وهو قول الجمهور. والثاني: أنها الابل والبقر، قاله جابر، وعطاء، والثالث: أنها الابل والبقر والغنم. فالبَدَنَة، حيث أُطلقت في كتب الفقه، فالمراد بها البعير، ذكراً أو أُنثى، فان نَذَرَ بَدَنةً وأطْلَقَ، فهل تجزئه البقرة. على روايتين. ذكرهما ابن عقيل. ويشترط في البَدَنِة ـ في جزاء الصيد ونحوه ـ أن تكون قد دخلت في السنة السادسة، وأن تكون بصفة ما يُجْزىء في الأضْحية. «المباشرة» قال الجوهري: مباشرة المرأة، ملامستها، وحكى الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في «زاد المسير» في قوله تعالى: {ولا تُباشِروهُنَّ وأنتم عاكفون في المساجد}. قولين: أحدهما: أنها المجامعة وهو قول الأكثرين. والثاني: أنها ما دون الجماع من اللمس والقبلة، قاله ابن زيد. «ولا تلبس القفازين والخلخال» قال الجوهري: القُفَّاز، بالضم والتشديد: شيء يعمل لليدين، يحشى بقطن، ويكون له أزرار تزر على الساعدين من البرد، تلبسه المرأة في يديها، وهما قفازان، وقال صاحب «المطالع»: هو غشاءُ الأصابع مع الكف، معروف، يكون من جلد وغيره، وقال ابن زيد: هو ضرب من الحُلِيِّ لليدين، وقال ابن الأنباري: لليدين والرجلين، وقال الجوهري: الخلخال: واحد خلاخيل النساء، والخَلْخَلُ لغة فيه، أو مقصور منه، وليس الخلخال وسائر الحلي مباحاً للمرأة في ظاهر المذهب، وإنما عطفه على القفازين، لأن لبسه مكروه في الاحرام، فبينهما اشتراك في رُجْحان التَّرْك.
«ولا تكتحل بالاثمد» الاثمد، بكسر الهمزة والميم: حجر معروف يكتحل به. «ويجوز لبس المعصفر» إلى آخره. (المعصفر): المصبوغ بالعصفر، وهو صبغ معروف. قال الجوهري: عَصْفَرتُ الثوب فَتَعَصْفر. والكُحْلي: منسوب إلى الكحل، وهو لون فيه غبرة. (والمِرآة) بكسر الميم، نص عليه الجوهري، وبعدها همزة مفتوحة بعدها مدة، قال الجوهري: وثلاث مَرَاءٍ، والكثير مرايا.
قال الجوهري: فَداه، وفاداه: إذا أعطى فداءه، فأنقذه. وفداه بنفسه، وفدَّاه، إذا قال له: جُعلت فدَاك، والفِدْية، والفِداء والفَدا، كله بمعنى، إذا كسر أوله، يُمدُّ ويقصر، وإذا فتح أوله، قصر، وحكى صاحب «المطالع» عن يعقوب: فداءك ممدوداً مهموزاً، مثلث الفاء. «صيام أيام منى» أيام منى: هي أيام التشريق، أضيفت إلى منى، لإقامة الحاج بها. قال الجوهري: ومنى، مقصور، موضع بمكة، وهو مذكر، وقد يصرف، وقال صاحب «المطالع»: سمي بذلك، لما يمنى فيه من الدماء، وقيل: لأن آدم تمنى فيه الجنة. وقال ابن فارس: سمي بذلك، من قولك: مَنَى الله الشيء، إذا قدَّره، وقد قدر الله فيه أن جعله مَشْعَراً من المشاعر. «المحصر» يذكر في باب الفوات والاحصار. «ومن رفض احرامه» أي: تركه يقال، رَفَضه يرفُضُهُ ويرفِضُهُ، بضم الفاء، وكسرها رفضاً. والله أعلم.
(جزاء) بالمد، والهمز، مصدر جزيته جزاءً بما صنع، ثم أوقع موقع المفعول، تقول: الكبش جزاءُ الضبع. قال أبو عثمان في «أفعاله»: جزى الشيء عنك، وأجزى: إذا قام مقامك، وقد يهمز. (والصيد) يذكر في أول «كتاب الصيد». «قضت فيه الصحابة» الصحابة، في الأصل، مصدر، قال الجوهري: صَحِبَه يَصْحَبُه صُحْبَةً بالضم، وصحابة بالفتح، وجمع الصاحب: صَحْب، كراكب وَرَكْب، وصُحْبة بالضم، مثل فارهٍ وفُرْهةٍ، وصِحَابٍ، كجائع وجياعٍ وصُحْبان، مثل شابّ وشُبَّانٍ، والأصحاب: جمع صَحْب. والصَحَابة، بالفتح: الأصحاب، وجمع الأصحاب: أصاحيبُ. واختلف في الصَّحابي، من هو؟ فنقل الخطيب بإسناده، عن الامام أحمد رحمه الله تعالى، أنه قال: أصحاب رسول الله كل من صحبه سنة، أو شهراً، أو يوماً، أو ساعة، أو رآه، فهو من أصحابه. وهذا مذهب أهل الحديث، نقله عنهم البخاري وغيره. وحكي عن سعيد ابن المسيب أنه قال: لا يُعدُّ الصحابي صحابيّاً إلا من أقام مع رسول الله سنة أو سنتين، أو غزا معه غزوة، أو غزوتين وقيل غير ذلك، والصحيح الأول. «فدية الأذى»، هي فدية حلق الرأس وشبهه. «ففي النعامة» النعامة، بفتح النون، مخففة، قال الجوهري: النعامة، من الطير، تذكر وتؤنث، والنَّعام: اسم جنس كحمامة وحمام. «والايل والثيتل والوعل» الايل، بكسر الهمزة، وتشديد الياء مفتوحة: الذكر من الأوعال ذكره صاحب «ديوان الأدب» في باب «فِعَل» بكسر الفاء، وفتح العين، من المهموز المضاعف. وذكره الجوهري بضم الهمزة وكسرها في «أول» لا في أيل. وأما الثَّيْتل: فهو الوعل المسن، بفتح الثاء المثلثة، بعدها ياء مثناة، تحتية ساكنة، وثالثه تاء مثناة فوقية مفتوحة. ورأيته في «المحكم» في النسخة المنقولة من خط ابن خلصة المنقولة من أصل المصنف «تَيْثَل» بتقديم المثناة على المثلثة، وقال: هو الوعل عامة، وقيل: المسن منها، وقيل: ذكر الأروى، وجنس من بقر الوحش، ينزل الجبال، واسم جبل. وقال ابن شميل: الثياتل تكون صغار القرون. وقال أبو خيرة: الثيتل من الوعول، لا يبرح الجبل ولقرنيه شعب، حكاه الأزهري. فأما الوعل، وهو تيس الجبل، وجمعه وعول، ففيه ثلاث لغات: فتح أوله وكسر ثانيه، وإسكانه، والثالثة: ضم أوله، وكسر ثانيه، ولم يجيء على وزنه إلا رُئمْ لحلقة الدبر، ودُئل وهي الدُّويَّبة. «وفي الضبع كبش» الضبع: بفتح الضاد وضم الباء، ويجوز إسكانها، وهي الأنثى ولا يقال: ضبْعة، والذكر ضبعان، بكسر الضاد وسكون الباء، وجمع الذكر: ضباعين كسراحين، وجمع الأنثى، ضباع.
والكبش: فحل الضأن في أي سنٍ كان. وقيل: هو كبش إذا أثنى. وقيل: إذا أربع، والجمع: أكبش، وكباش، كله عن ابن سيده. «وفي الغزال والثعلب عنز» الغزال من الظباء: الشادن، قبل الأثناء من حين يتحرك ويمشي، وقيل: هو بعد الطَّلا. وقيل: هو غزال من حين تلده أمه، إلى أن يبلغ أشد الاحضار وذلك حين يقْرُنُ قوائمه، فيضعها معاً، ويرفعها معاً، والجمع: غِزْلة وعِزْلان، والأنثى بالهاء، وقد أغزلت الظبية، أو ظبية مُغْزِل: ذات غزالٍ، نقل ذلك ابن سيده. والعَنز: الماعزة، وهي الأنثى من المعز، وكذا العنز من الظباء والأوعال، وإذا كان الغزال الصغير من الظباء، فالعنز الواجبة فيه صغيرة مثله، والثعلب: قال الجوهري: الثعلب معروف. وقال الكسائي: الأنثى منه ثعلبة والذكر ثعلبان، وقال الجوهري وغيره: العنز: الأنثى من المعز، والذكر تيس. «وفي الضب والوبر جدي» الوبر بسكون الباء، حكى الأزهري عن ابن الأعرابي قال: الوبر: الذكر، والأنثى: وبرة، وهي في عظم الجرذ، إلا أنها أنبل وأكرم، وهي كحلاء ولها أطباء، وجمعها وبارٌ، وهي من جنس بنات عِرْس. وقال الجوهري: الوبرة بالتسكين: دويَّبة أصغر من السِّنور طحلاء اللون لا ذنب لها تَرْجُنُ في البيوت، وجمعها وَبْر ووِبَار. وأما الضَّبُّ: بفتح الضاد، فهو حيوان صغير ذو ذئب، شبيب بالحرذون، بكسر الحاء، وقيل: الحرذون ذكر الضَّبِّ، حكاه الجوهري. وأما الجدي: بفتح الجيم وسكون الدال، وهو من أولاد المعز، وهو ما بلغ ستة أشهر. «وفي اليربوع جفرة» قال الجوهري: اليربوع واحد اليرابيع، والياء زائدة، وقال ابن سيده: اليربوع: دابة، والأنثى بالهاء. ولم يفسره واحد منهما بصفته، وقال أبو السعادات: اليربوع هذا الحيوان المعروف، وقيل: هو نوع من الفأر، والياء والواو فيه زائدتان. وأما الجفرة فقال أبو زيد: إذا بلغت أولاد المعز أربعة أشهر، وفصلت عن أُمهاتها فهي الجفار، والواحد جفر، والأنثى جفرة، وقال ابن الأعرابي: الجفر الحَمل الصغير، والجدي الصغير بعدما يفطم ابن ستة أشهر. آخر كلامه وسمي الجفر بذلك، لأنه جفر جنباه، أي: عظما. «وفي الأرنب عناق، وفي الحمام وهو كل ما عب وهدر شاة، وقال الكسائي: كل مطوق حمام» الأرنب: حيوان معروف، شهرته تغني عن وصفه، وهو مصروف لأنه ليس بصفة، بل اسم جنس. وأما العَنَاق، فقال الجوهري: العَنَاق: الأنثى من ولد المعز، والجمع أعْنُق وعنوق. وقال صاحب «المطالع»: هي الجذعة من ولد المعز، التي قاربت الحمل. وقال الجوهري: العَبُّ: شرب الماء من غير مص، والحمام يشرب الماء عَبّاً، كما تَعُبُّ الدواب، وهدر، أي: صوَّت. وقال غيره: هدر: غرَّد ورجَّع صوته كأنه يسجع.
«إلا الماخض» الماخض: الحامل التي دنا وقتها ذكره صاحب «المطالع» وغيره. «وإن اندمل غير ممتنع» قال الجوهري: اندمل الجرح، أي: تماثل، وقال غيره: اندمل: إذا صلح، والله أعلم.
قال الجوهري: الحَرَمان: مكة والمدينة، والحَرَم قد يكون الحَرَام، ونظيره: زَمَنٌ وزَمَانٌ قال الحازمي: مكة حرام الله، والمدينة حرم رسول الله. وحدُّ حرم مكة، من طريق المدينة: ثلاثة أميال دون التنعيم، عند بيوت نِفَار، ومن طريق العراق، ثنية رجل بالمنقطع. على سبعة أميال، ومن طريق الجعرانة، في شعب آل عبدالله بن خالد على تسعة أميال، ومن طريق الطائف على عرفة من بطن نمرة سبعة أميال، ومن طريق جدة، منقطع الأعشاش على عشرة أميال، هكذا نقله أبو الخطاب، عن شيخه القاضي أبو يعلى. «وحشيشه» قال الجوهري: الحشيش: ما يبس من الكلأ، ولا يقال له رطباً: حشيشٌ وكذا نقله غيره. والهشيم، كالحشيش، والخلا، بفتح الخاء المعجمة، مقصوراً: العشب الرَّطب، والكلأ يطلق على الجميع، ذكره الجوهري، الجميع مفرّقاً في أبوابه. «والاذخر» الاذخر، بكسر الهمزة والخاء: نبت طيب الرائحة، الواحدة إذْخِرَةٌ. «ويحرم صيد المدينة» المدينة: علم على مدينة الرسول، وهو علم بالغلبة لا بالوضع، ولا يجوز نزع الألف واللام منها إلا في نداء أو إضافة، وجمعها مُدْن ومُدُن ومدائن، بهمز ودونه. وسئل أبو علي الفسوي عن همزه، فقال: من جعلها فعيلة من قولهم: مَدَن بالمكان، إذا أقام، هَمَزهُ، ومن جعلها «مفعلة» من دين إذا ملك لم يهمزه، كما لم يهمز معايش، ولها أسماء منها: طَيْبَة، وطابة، ويثرب، وتقدم ذلك في «الاعتكاف». «للرحل والعارضة والقائمة» قال الجوهري: الرَّحْل: رحل البعير، وهو أصغر من القتب «والعارضة»: ما يسقف به المحمل. قال ابن سيده. العارضة: المحمل، وعوارض البيت خشب سقفه المعروضة وعارضة الباب: مساك العِضَادَتين من فوق محاذية للاسكُفَّة. «والقائمة»: إحدى قائمتي الرحل اللتين في مقدمته ومؤخره، عن أبي السعادات. «ومن حشيشها للعلف» العلف، بفتح اللام: ما يأكله البهائم، يقال: علف الدابة وأعلفها. «ما بين ثور إلى عير» أما عير، فهو جبل معروف بالمدينة مشهور، مع أنه قد أنكره بعضهم قال مصعب الزبيري: ليس بالمدينة عير ولا ثور، وأما ثور، فهو جبل بمكة معروف، فيه الغار الذي توارى فيه رسول الله من الكفار، ومعه أبو بكر ـ رضى الله عنه ـ. وقد صح عن النبي أنه قال: «المدينة حَرَمٌ ما بين عَيْرٍ إلى ثور». قال القاضي عياض: أكثر الرواة في البخاري ذكروا عَيْراً، فأما ثور، فمنهم من كنى عنه بكذا، ومنهم من ترك مكانه بياضاً، لأنهم اعتقدوا ذكر ثور خطأ. وقال أبو عبيد: أصل الحديث: «من عَيْر إلى أُحد» وكذا قال الحازني وجماعته، وقيل: الرواية صحيحة والتقدير حرم من المدينة، قدر ما بين عير وثور من مكة، أو حرم المدينة تحريماً مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة على حذف المضاف، ووصف المصدر المحذوف. وهذا كله لأنهم لا يعرفون بالمدينة ثوراً، وقد أخبرنا الامام العلامة ذو الفنون عفيف الدين، أبو طاهر عبد السلام بن محمد بن مزروع البصري قال: صحبت طائفة من العرب من بني هاشم، وكنت إذا صحبت العرب أسألهم عما أراه من جبل أو وادٍ وغير ذلك، فمررنا بجبل خلف أحدٍ، فقلت: ما يقال لهذا الجبل؟ فقالوا: هذا جبل ثور، فقلت: ما تقولون؟ فقالوا: هذا ثور، معروف من زمن آبائنا وأجدادنا، فنزلت وصليت عنده ركعتين، والله أعلم. وقد جاء في الحديث: {اللهم إني أحرم ما بين جبليها} وفي بعض الروايات: {ما بين لابتيها} فما بين لابتيها بيان لحد حرمها من جهتي المشرق والمغرب، و«ما بين جبليها» بيان لحده من جهتي الجنوب والشمال. والله أعلم.
«اثني عشر ميلا حمى» تقدم قدر الميل في قصر الصلاة. وأما «الحمى»: فقال صاحب «المطالع»: الحمى: المكان الممنوع من الرعي، وحميت المكان وأحميته: إذا منعته من الرعي. حكاهما شيخنا أبو عبدالله بن مالك في «فَعَل وأفْعَلَ» والله أعلم.
مكة: علم على جميع البلدة، وهي البلدة المعروفة المعظمة المحجوجة، غير مصروفة، للعلمية والتأنيث، وقد سماها الله تعالى في القرآن أربعة أسماء مكة، والبلدة، والقرية، وأم القرى. قال ابن سيده: سميت مكة لقلة مائها، وذلك أنهم كانوا يمتكون الماء فيها، أي: يستخرجونه، وقيل: لأنها كانت تمُكُّ من ظلم فيها، أي: تهلكه. وأما بكة، بالباء، ففيها أربعة أقوال. أحدها: أنها اسم لبقعة البيت. والثاني: أنها ما حول البيت، ومكة ما وراء ذلك. والثالث: أنها اسم للمسجد والبيت، ومكة للحرم كله. والرابع: أن مكة هي بكة، قاله الضحاك. واحتج بأن الباء والميم يتعاقبان، يقال: سَمَدَ رأسه، وسَبَدهُ، وضربة لازم ولازب. «من ثنية كَدَاء» الثَّنِيّةُ في الأصل: الطريق بين جبلين، وكداء، بفتح الكاف والدال، ممدود مهموز، مصروف، وغير مصروف، كله عن صاحب «المطالع»، قال الحازني: وهي ثنية في أعلا مكة. وكُدَيٌّ بضم الكاف وتشديد الياء، بأسفل مكة، عند ذي طُوِىً بقرب شعب الشافعيين، وأما كُدي، مصغراً، فاناخة لمن خرج من مكة إلى اليمن، وليس من هذين الطريقين في شيء. نقله عن ابن حزم وغيره، تقول: كُدي مصغراً، للثنية السفلى، وكدي بضم الكاف وتشديد الياء، ويدل عليه شعر عبدالله بن قيس الرقيات: أقْفَرَتْ بَعْد عبد شمسٍ كعداء فكُدَي فالركن فالبطحاءُ فمنًى فالجمارُ من عَبْدِ شمسٍ مُقفراتٌ فَبَلْدَحٌ فحِراء وقيل: غير ذلك كله. «اللهم أنت السلام ومنك السلام» قال الأزهري: السلام الأول: اسم الله تعالى، والثاني: معناه من أكرمته بالسلام فقد سلم. «وحيينا ربنا بالسلام» أي: سلِّمنا بتحيتك إيانا من جميع الآفات. «زد هذا البيت تعظيماً وتشريفاً وتكريماً ومهابة وبراً» التعظيم: التبجيل. والتشريف: الرفع والاعلاء. والتكريم: التفضيل. والمهابة: التوقير والاجلال. البرُّ، بكسر الباء: اسمٌ جامع للخير، وأصله الطاعة. «بيتك الحرام» سمي البيت حراماً، لأن حرمته انتشرت، فلا يصاد عنده ولا حوله، ولا يختلى ما عنده من الحشيش، قال العلماء: وأريد بتحريم البيت: سائر الحرم وتسمى الكعبة أيضاً: البيت العتيق، وفي تسميتها بذلك أربعة أقوال. أحدها: لأن الله تعالى أعتقها من الجبابرة. والثاني: بمعنى القديم، قاله الحسن. والثالث: لأنه لم يملك قط، قاله مجاهد: والرابع: لأنه أعتق من الغرق زمن الطوفان، قاله ابن السائب: ذكر ذلك الحافظ أبو الفرج.
«وأصلح لي شأني كله» قال الجوهري: الشأن: الأمر والحال. «بطواف العمرة» الطواف: من قولهم. طاف به، أي: ألمَّ، يقال: طاف يطوف طوافا وطوفانا. وتطوف، واستطاف، كله بمعنى. وفي الحج أربعة أطوفة: طواف القدوم، وهو سنَّةٌ، وطواف الزيارة، وهو الطواف الواجب، ويسمى ركن الحج، وطواف الصدر وطواف الوداع، وهو واجب. «ويضطبع بردائه» تقدم ذلك كله، في ستر العورة. «بالحجر الأسود» ثبت عن ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ ما، عن رسول الله : أنه «نزل من الجنة أشد بياضاً من اللبن» رواه الترمذي، وقال حسن صحيح. «ثم لم يستلمه» أي: يمسه، ووزن استلم، «افتعل» من السلام: التحية. وأهل اليمن يسمون الحجر الأسود المحيا، كأن الناس يحيونه بالسلام. وقيل: هو افتعل من السلمة، وهي الحجر، وقيل: «افتعل» من المسألة كأنه فعل ما يفعل المسالم. وقيل: استلم «استفعل» من اللاَّمة، وهي السلاح، كأنه حصَّن نفسه بمسِّ الحجر. حكى معنى ذلك ابن الأنباري في كتاب «الزاهر» قلت: فعلى هذا القول، يكون وزنه في اللفظ «استفل» وفي الأصل «استفعل» لأن عينه همزة محذوفة. «إيماناً بك» إلى آخره، إيماناً: مفعول له، أي: أفعل ذلك إيماناً بك، أي: لأجل إيماني أنك حق، فعلت ذلك. «ووفاء بعهدك» أصل الوفاء في اللغة: التَّمام، يقال: وفى بالعهد وأوفى ووفى، نص على ذلك غير واحد. قال أبو النجم: أمّا ابنُ طَوْقٍ فقد أوفى بذِمَّتِه كما وَفَى بِقَلاص النَّجم حاديها النجم: الثريا، وحاديها: الدَّبران، وقلاصها: نجومها. وعن علي بن أبي طالب ـ رضى الله عنه ـ قال: لما أخذ الله عزّوجل الميثاق على الذرية، كتب كتاباً فألقمه الحجر، فهو يشد للمؤمن بالوفاء، وعلى الكافر بالجحود ذكره الحافظ أبو الفرج. «فإذا أتى الركن اليماني» تقدم في «باب المواقيت». «سبعاً» هو بفتح السين، ىي: سبع مرات، ويجوز ضمها ويجوز «سُبُوع» بالواو، ذكره صاحب «المطالع» بعبارة طويلة «وأسبوع» وجمعه أسابيع. «يرمل في الثلاثة الأول» يقال: رَمَل يرمُل، بفتح الميم في الماضي وضمها في المضارع. قال الجوهري: الرَّمَل، بالتحريك: الهَرْولة، رَمَلْتُ بين الصَّفا والمَرْوَة رَملاً ورَمَلاناً. «ويطوف سبعاً» بحذف التاء، يريد الطوفات. وقوله هنا «في الثلاثة» بالتاء، يريد الأشواط، فحقه أن يقول: يرمل في الثلاثة الأوائل، أو الأولى. أو الثلاث الأول، فحيث قال: الثلاثة الأول، حمل على الأشواط، والأول التي هي جمع «أولى» على الطَّوْفات.
«ولا يثب وثباً ويمشي أربعاً» قال الجوهري: وَثَب وثْباً ووثوباً ووَثَبانا طَفَرَ. ويمشي أربعاً، أي: أربع طوفات. «الله أكبر ولا إله إلا الله» تقدم في الصلاة. «وبين الركنين» هما الركن اليماني، والحجر الأسود. «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة» في حسنة الدنيا سبعة أقوال أحدها: أنها المرأة الصالحة، قاله علي. والثاني: أنها العبادة، وهو مروي عن الحسن. والثالث: أنها العلم والعبادة، عن الحسن أيضاً. والرابع: أنها المال، قاله أبو وائل وغيره. والخامس: العافية، قاله قتادة. والسادس: الرزق الواسع، قاله مقاتل. والسابع: النعمة. وفي حسنة الآخرة ثلاثة أقوال، أحدها: أنها الحور العين، قاله علي ـ رضى الله عنه ـ. والثاني: الجنة، قاله الحسن وغيره. والثالث: العفو والمعافاة. «اللهم اجعله حجاً مبروراً» الخ قال صاحب «المطالع» وغيره: الحج المبرور: هو الخالص، الذي لا يخالطه مأثم، وقال الأزهري: المبرور: المتقبل. وأصله من البرِّ، وهو اسم جامع للخير، ومنه: بررت فلاناً، أي: وصلته. وكل عمل صالح بر. ويقال: بر الله حجه، وأبره. «وسعياً مشكوراً» أي: اجعله عملاً متقبلاً يزكو لصاحبه ثوابه. «ومساعي الرجل» أعماله الصالحة واحدتها مسعاة. «وذنباً مغفوراً» التقدير: والله أعلم ـ اجعل حجي حجاً مبروراً، وسعيي سعياً مشكوراً، وذنبي ذنباً مغفوراً. «منكساً» يجوز فتح الكاف، صفة لمصدر محذوف، أي: طاف طوافاً منكساً، ويجوز كسرها، ويكون حالا، ىي: طاف منكساً طوافه. «جدار الحِجر» بكسر الحاء، وسكون الجيم، لا غير عن صاحب «المطالع» وغيره، وهو مكان معروف إلى جانب البيت، نحو سبعة أذرع. «أو شاذروان الكعبة» هو بفتح الشين والذال المعجمتين، وسكون الراء، القدر الذي ترك خارجاً عن عرض الجدار، مرتفعاً عن وجه الأرض قدر ثلثي ذراع. قال الأزرقي: قدره ستة عشر أصبعاً، وعرضه ذراع. والذراع: أربع وعشرون أصبعاً، وهو جزء من الكعبة، نقضته قريش من عرض جدار أساس الكعبة وهو ظاهر في جوانب البيت، إلا عند الحجر الأسود، وهو في هذا الزمان قد صُفّح، فصار بحيث يعسر الدوس عليه، فجزى الله فاعله خيراً. «أو عرياناً» عرياناً، مصروف، لأن مؤنثه عريانة. قال الجوهري: وما كان على فعلان، فمؤنثه فعلانة. «خلف المقام» المقام، مقام إبراهيم، خليل الرحمن ـ عليه السلام ـ وهو الحجر المعروف ثم، قاله سعيد بن جبير. وفي سبب وقوف الخليل عليه قولان، أحدهما: أنه وقف عليه حتى غسلت زوجة ابنه رأسه، في قصة طويلة. وهذا يروى عن ابن مسعود، وابن عباس ـ رضى الله عنه ـ م. والقول الثاني: أنه قام عليه لبناء البيت، وكان اسماعيل يناوله الحجارة، قاله سعيد بن جبير، ويحتمل أنه وقف عليه لغسل رأسه، ثم وقف عليه لبناء الكعبة، والله أعلم.
«يقرأ فيهما قل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد» تقدم ذكرهما في صلاة التطوع. «ثم يعود إلى الركن» المراد بالركن: الحجر الأسود، نص عليه المصنف رحمه الله في «المغني» وغيره من أصحابنا. «يبدأ بالصفا» الصَّفا: مقصور، وهو في الأصل: الحجارة الصَّلبة، واحدتها: صفاةٌ كحَصَاةٍ وحصىً، وهو هنا اسم المكان المعروف عند باب المسجد الحرام. «فيرقى عليه» أي: يصعد، يقال: رقي يرقى، بكسر القاف في الماضي، وفتحها في المضارع، وحكى ابن القطاع: فتح القاف وكسرها مع الهمز. «وهزم الأحزاب وحده» قال الجوهري: الأحزاب: الطوائف التي تجتمع على محاربة الأنبياء، والاشارة بالأحزاب هنا، إلى الذين تحزَّبوا على رسول الله أيام الخندق، وهم قريش، وغطفان، ويهود قريظة، والنضير، وغيرهم. «حتى يأتي العلَم فيسعى سعياً شديداً إلى العلَم» العلَم في اللغة: العلامة، والجبل، وعلم الثوب، والعلم: الراية. والعلَمان هنا: المراد بهما الميلان الأخضران اللذان بفِناء المسجد الحرام، ودار العباس. وفِناء المسجد: ركنه. «حتى يأتي المروة» قال الجوهري: المروة: الحجارة البيض البرّاقة، تقدح منها النار، وبها سميت المروة بمكة، وهي المكان الذي في طرف المسعى، وقال أبو عبيد البكري: المروة: جبل بمكة معروف، والصَّفا: جبل آخر بازائه وبينهما قُديد، ينحرف عنهما شيئاً. والمُشلَّل، هو الجبل الذي ينحدر منه إلى قُديد، وعلى المُشلل كانت مَنَاة. «بذلك الشوط» قال ابن عباد وغيره: الشوط: جريُ مرة إلى الغاية، قال ابن قرقول: وهو في الحج طوفة واحدة، من الحجر الأسود إليه. ومن الصَّفا إلى المروة. «متوالياً» أي: غير متفرق، وقد تقدم في ذكر الموالاة في الطهارة. «ومن كان معتمراً، قطع التلبية إذا وصل البيت» المراد ـ والله أعلم ـ قطع التلبية إذا استلم الحجر، نص عليه الامام أحمد ـ رضى الله عنه ـ ذكره المصنف رحمه الله في «المغني» لكنه في «المقنع» تبع الخرقي في هذه العبارة. والله سبحانه وتعالى أعلم.
«الذي حل وغيره من المحلّين» يقال: حلَّ من إحرامه، فهو حالّ، وأحلَّ فهو مُحِلّ، فاستعمل الشيخ رحمه الله اللغتين. «يوم التروية» سمي بذلك، لأن الناس كانوا يرتوون فيه الماء لما بعد. وقيل: لأن إبراهيم ـ عليه السلام ـ أصبح يتروّى في أمر الرؤيا. قاله الأزهري. «إلى منى» مِنَىً بكسر الميم، وفتح النون، مخففة، بوزن ربا. قال أبو عبيد البكري: تُذكر وتؤنث، فمن أنّث لم يجره، أي: لم يصرفه. وقال الفراء: الأغلب عليه التذكير. وقال العرجي في تأنيثه: ليَومنا بمنىً إذْ نحن ننزِلُها أشدُّ من يَوْمنا بالعَرْج أو مِلْك وقال أبو دهْبل في تذكيره: سقى منىً ثم روّاه وساكنه وما ثَوَى فيه واهي الوَدْق مُنْبعق وقال الحازمي في «أسماء الأماكن»: مِنّى، بكسر الميم، وتشديد النون: الصُّقْع قرب مكة، ولم أر هذا لغيره، والصواب الأول. «فأقام بنمِرَة» نَمره، بفتح النون، وكسر الميم، بعدها راء: موضع بعرفة. قال الأزرقي: هو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم، عن يمينك إذا خرجت من مأزمي عرفة. «والدفع منه» قال صاحب «المطالع» الرفع في السَّيْر، يعني بالراء: التعجيل والدَّفْع فيه: الانبِعَاثُ بمرَّة. «بمزدلفة» قال البكري في «معجمه»، عن عبد الملك بن حبيب: جمع هي المزدلفة، وجُمعٌ وقُزَج، والمَشْعر الحرام، وسميت جميعاً، للجمع بين المغرب والعشاء بها، قاله البكري. وقيل: لاجتماع الناس بها وهو أنسب للاجتماع بها قبل الاسلام. «ثم يروح إلى الموقف» أي: يذهب، وأكثر ما يستعمل الرواح بعد الزوال، والغدوّ قبل الزوال. قال الله تعالى: {غُدُوَّها شهر ورَوَاحها شهر}. وحكى الأزهري وغيره: أن الروَّاح يستعمل بمعنى السير أيّ وقت كان. «إلا بطْن عرفة» بضم العين، وفتح الراء والنون، قد حددها المصنف رحمه الله تعالى. وقال البكري: بطن عُرَنَة: الوادي الذي يقال له: مسجد عرنة. وهي مسايل يسيل فيها الماء إذا كان المطر، فيقال لها: الجبال، وهي: ثلاثة جبال، أقصاها مما يلي الموقف. «عند الصخرات» الصخرات، بفتح الصاد والخاء المعجمة، جمع صخرة، بسكون الخاء، وفتحها، وهي: الحجارة العِظام. «وجبل الرحمة» هو جبل صغير معروف هناك. «وإن وافاها» أي: أتاها. عن الجوهري وغيره.
«وعليه السكينة» السَّكينة «فعيلة» من السكون، الذي هو الوقار. وفسر الجوهري «الوقار» بالحِلْم والرَّزانة. «فإذا وجد فجوة» الفجوة: بفتح الفاء، وسكون الجيم: الفُرْجة بين الشيئين. «ما بين المأزمين ووادي محسّر» المأزمان: تثنية مأزم، بفتح أوله وإسكان ثانيه، وكسر الزاي، كذا قيده البكري، وقال: هما معروفان، بين عرفة والمزدلفة. وكل طريق بين جبلين فهو مأزم، وموضع الحرب أيضاً: مأزِمٌ. قال الجوهري: ومنه سمي الموضع الذي بين المشعر الحرام وعرفة: مأزمين. ومُحَسِّر: بضم الميم، وفتح الحاء، بعدها سين مهملة مشددة مكسورة، بعدها راء، كذا قيده البكري: وهو وادٍ بين مُزْدَلِفَة ومِتىً، وقيل: سمي بذلك، لأن فيل أصحاب الفيل حَسَّر فيه، أي: أعيا. وقال البكري: هو وادٍ بجمع. وقال الجوهري: هو موضع بِمَنىً. «ثم يأتي المشعر الحرام» المشعر الحرام، بفتح الميم، قال الجوهري: وكسر الميم لغة، وهو موضع معروف بمزدلفة، ويقال له: قزح. وقد تقدم أن المشعر الحرام وقزح، من أسماء المزدلفة، فتكون مزدلفة كلها سميت بالمشعر الحرام، وقزح، تسمية للكل باسم البعض، كما سمي المكان كله: بدراً، باسم ماء به، ويقال له: بدر. «كما وقفتنا فيه» الأفصح، وقفت الدابة والرجل، بمعنى: وقفتهما. وكذا وقفت الوقف، وحكى شيخنا رحمه الله تعالى: أوقفت في الجميع. «وأريتنا إياه» يجوز: أريتنا إياه، وأريتناه، وهو الأفصح. قال الله تعالى: {فَسَيكْفيكَهم الله}. وقال تعالى: {أَنُلزِمُكُمُوها}. وهي مسألة مقدرة في كتب النحو المطولة. «كما وعدتنا» الأكثر استعمال وعد في الخير، وأوعد في الشَّر. قال الشاعر: وإني وإن أوعدتُه أو وَعَدتُه لَمُخْلف إيعادِي ومُنْجزُ مَوْعدي وحكى قطرب في: «فَعَلْتَ وأفْعَلْتَ» وَعَد وأوعد، في الخير والشر، فالذي جاء في الدعاء جاء على أفصح اللغتين. «فإذا أفضتم من عرفات» أي: دفعتم. قاله ابن قتيبة. «إلى غفور رحيم» برفعهما على الحكاية، حكاية قوله تعالى: {واستغفروا الله إن الله غفور رحيم} والجار والمجرور في قوله {إلى غفور رحيم} متعلق بمحذوف تقديره: يقرأ إلى {غفور رحيم} و«إلى» داخل على قول مقدر، محكي بعده المرفوع، تقديره: يقرأ إلى قوله: {غفور رحيم}.
«إلى أن يسفر» يقال: سَفَر الصبحُ بمعنى: أسْفَر، لغة نقلها شيخنا رحمه الله تعالى، أي: أضاء، والضمير في «يُسْفر»، للصبح. لأنه قد تقدم، ويجوز أن يكون للداعي. «ويأخذ حصا الجمار» الجمار: واحدتها جمرة، وهي في الأصل: الحَصَاة، ثم يسمى الموضع الذي ترى فيه الحَصَيات السَّبع: جمرة، وتسمى الحصيات السبع: جمرة أيضاً، تسمية للكل باسم البعض. والجمار: ثلاث، ترمى يوم النحر: جمرة العقبة بسبع حصيات، وفي أيام التشْريق يرمي كل يوم ثلاثاً، باحدى وعشرين حصاة، فلذلك كان عدده سبعين حصاة. «أكبر من الحمص» الحِمِّص، الحب المعروف. قال ثعلب: الاختيار فتح الميم، وقال المبرد: بكسرها، ولم يأت عليه من الأسماء إلا حِلَّز وهو القصير، وجلِّق، وهو اسم لدمشق، وقيل: موضع بقربها، وقيل: إنه صورة امرأة كان الماء يخرج من فيها في قرية من قرى دمشق وهو أعجمي معرّب. «ودون البندق» البُنْدق بضم الباء والدال، بينهما نون ساكنة، قال ابن عباد في كتابه: البندقة التي يرمى بها، والجمع: بنادق، عن الجوهري وابن عباد. «إلى العقبة» والعقبة: واحدة العقبات، وقد صارت عَلَماً على العقبة التي ترمى عندها الجمرة، وتعريفها بالعلمية بالغلبة، لا باللام، كالصَّعَق، والدَّبران، ونحوهما. «واحدةً بعد واحدةٍ» بالنصب، باضمار فعل، أي: ترمى واحدةً بعد واحدةٍ، أو على الحال، كأنه قال: بسبع حصيات متفرقة متتابعة، فتكون حالاً من سبع حصيات. «بياض إبطه» إبطه: بكسر الهمزة: ما تحت الجناح، يذكر ويؤنث، وجمعه آباط. «قدر الأنملة» الأنملة: واحدة أنامل الأصابع، وقد تقدم ذكرها في باب السواك. «والحلاق» الحِلاق بكسر الحاء: مصدر حَلَق حَلْقاً، وحِلاقاً. والحِلاق أيضاً: جمع حَلْقَة، كَجفْنة وجِفان، والحُلاق، بالضم: داءٌ في الحَلْق. وحَلاَقِ، بوزن قَطَام: اسم للمنيّة. و«التقصير» مصدر قَصْر تقصيراً. «أيام مِنًى» هي: أيام التشريق، أُضيفت إلى مِنًى لإقامة الحاج بها، لرمي الجمار. «إطلاق من محظور» الاطلاق: مصدر أطلقت المحبوس ونحوه: إذا خليت سبيله. والمحظور في اللغة: الممنوع، وفي الشرع: الحرام. وهو ما تركه راجح على فعله، مع المنع من فعله مطلقاً. فالمُحْرِم قبل الحلق أو التقصير، كان ممنوعاً من المحظورات، فبأحدهما بعد الرمي، أُطلق من هذا المحظور. «يعلمهم فيها النحر والافاضة» النحر: مصدر «نحر» وقد فسره المصنف رحمه الله في «باب الهدي» بقوله: فيطعنها بالحربة في الوهدة التي بين أصل العُنق والصدر.
و«الذبح»: قطع الحُلقوم والمريئي، والوَدَجَيْن، على رواية. و«الافاضة»: مصدر أفاض. قاله ابن القطاع. أفاض الحاجّ: أسرعوا في دَفْعهم من عَرفَة إلى المُزْدَلِفة، وأيضاً: رجعوا من مِنًى إلى مكة يوم النحر. «يطوف للزيارة» قال الجوهري: زُرْته أزورُه زَوْراً وزِيارة وزُوَارةً أيضاً، حكاه الكسائي. أي: قصده. ولهذا الطواف عند الفقهاء أربعة أسماء: طواف الزِّيارة، وطواف الافاضة، والطواف الواجب، وطواف الصَّدَر. أضيفت إلى الزيارة، لأنه يفعل عندها، وأضيفت إلى الافاضة، لأنه يُفعل بعدها، وأُضيفت إلى الصَّدَر، لأنه يُفعل بعده أيضاً. والصَّدر: بفتح الصاد والدال: رجوع المسافر من مَقْصِدِه. «يأتي زمزم» زمزم بالزاي المكررة، غير مصروفة، للتأنيث والعلمية: البئر المشهورة المباركة بمكة. قيل: سميت بذلك، لكثرة مائها، ويقال: ماءُ زمازم وزمزم وقيل: اسم لها علم. وقيل: بل من ضَمّ «هاجر» لها حين انفجرت، وزمِّها إياها. وقيل: بل من زمزمة جبريل، ـ عليه السلام ـ وكلامه عليها. وتسمى بَرَّة، والمَضْنُونَة، وتكْتُم، بوزن: تكتب. وهزمة جبريل، وشفاء سُقْم، وطعام طُعْم، وشراب الأبرار، وطَيْبة، ذكرها صاحب «المطالع». وقولهم: بئر زمزم: من إضافة المسمى إلى الاسم، كقولهم: سعيد كرز، أي: صاحب هذا اللقب. «لما أحب» أي: أحب أن يعطيه الله عزّوجل من خيري الدنيا والآخرة، معتمداً في ذلك على حديث جابر ـ رضى الله عنه ـ أن رسول الله قال: «ماءُ زمزم لِمَا شُرِب له» رواه الامام أحمد وابن ماجة. «ويتضلع منه» أي: يملأ أضلاعه من الماء. قال الجوهري: تضلع الرجل، أي: امتلأ شِبعَاً وريَّا. «ورياً وشعاً» يقال: رويت من الماء، أروى رِيّاً، ورَيّاً، بكسر الراء وفتحها، ورِوىً كرضىً. وهو ضدُّ الظمأ. والشِبَع: نقيض الجوع، وهو بكسر الشين وفتح الباء وسكونها مصدر شبع، وأما الذي يشبع فبسكون الباء لا غير. «من كل داء» الداء: المرض. يقال: داءَ الرجل، يداءُ، داءً: إذا أصابه المرض، فهو داءٌ. وأدأت فأنت مديء، وأداءَ أيضاً فهو مديء، وأدأته أنا، أي: أصبته بداء، يتعدى ولا يتعدى. «واملأه من خشيتك» الخشية: مصدر خشي، وله ستة مصادر، نظمها شيخنا الامام أبو عبدالله محمد بن مالك في بيت فقال: خَشِيتُ خَشْياً ومَخْشاة وَمَخْشِيَةً وخِشْيَةً وخَشَاةً ثم خَشَيانا والخشية: الخوف. قال ابن عباس ـ رضى الله عنه ـ ما في قوله تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماءُ}. أي: إنما يخافني مِنْ خَلْقي مَن علم جبروتي وسلطاني. ففسر «يخشى» بـ: يخاف. وقال أبو علي الدقاق: الخوف على مراتب: الخوف، والخشية، والهَيْبة. فالخوف من شرط الايمان، والخشية من شرط العلم. والهيبة من شرط المعرفة.
«وتلي مسجد الخَيْف» قال أهل اللغة: الخيف: ما انحدر من غِلَظ الجبل، وارتفع عن مسيل الماء، وبه سمي مَسْجد الخَيف، وقال الأزرقي: هو مسجد بمنى عظيم واسع، فيه عشرون باباً. «جمرة العقبة» العقبة: عَلَم بالغلبة على التي ترمى عندها الجمرة، كالصَّعَق والدَّبران، ونحوهما. «سقاية الحاج» السِّقاية: بكسر السين، مصدر، كالحماية، والرِّعاية، مضافاً إلى المفعول. وأهل سقاية الحاج: هم القائمون بها، وكان العباس بن عبد المطلب ـ رضى الله عنه ـ يلي ذلك في الجاهلية، والاسلام، فمن قام بذلك بعده إلى الآن، فالرخصة له. «والرّعاية» بكسر الراء ممدوداً جمع راعٍ، كجائع وجياع، ويجمع على رعاة، كقاضٍ وقضاة، وعلى رُعيان، كشاب وشُبّان. «مبيت بمنى» مبيت: هو بفتح الميم، مصدر: بات، يَبيتُ، ويبات، بيتوتةٌ ومَبيتا، قال ابن الأثير: كلّ من أدركه الليل، فقد بات، نام أو لم ينم، وقال ابن القطاع وأبو عثمان: بات يَفْعل كذا: إذا فعله ليلاً، لا يقال: بات بمعنى: نام، وقال صاحب «المحيط»: ويستعمل في النهار أيضاً. «في الملتزم» الملتزم: اسم مفعول، من التزم، قال ابن قرقول: ويقال له: المدعى، والمتعوذ، سمي بذلك: بالتزامه للدعاء، والتعوذ، وهو ما بين الركن الذي فيه الحجر الأسود والباب. قال الأزرقي: ذَرْعه أربعة أذرع. «اللهم هذا بيتك» إلى آخر الدعاء «اللهم» تقدم في التشهد، وكذلك «عبدك وأمتك» تقدم ذكر الأمة في «ستر العورة». و«سخّرت لي»، أي: ذلّلت لي في خَلْقك، أي: من مخلوقك. و«بنعمتك»، أي: بانعامك عليّ. والنعمة: اليَدُ والصَّنيعة، والمِنَّة، واتساع المال. و«أداءِ نسكي» ممدوداً، اسم للتأدية. «وإلا فَمُنَّ الآن» الوجه فيه ضم الميم، وتشديد النون، وبه قرأته على مَنْ قرأه على مصنفه، على أنه صيغة أمر من: مَنَّ يمُن، مقصود بها الدعاء والتعوذ. ويجوز كسر الميم، وفتح النون، على أنها حرف جر لابتداء الغاية، و«الآن»: الوقت الحاضر، وهو مبني على الفتح، لعلة ليس هذا موضع ذكرها. و«الأوان»: الوقت، وجمعه آونة، كزمان وأزمنة. «وتنأى» مضارع نأت، أي: نبعد. «فأصحبني» أي: بقطع الهمزة. «والععصْمة»: منع الله تعالى عبده من المعاصي. «ومنقلبي»، أي: منصرفي. «وقبر صاحبيه» كذا بخط المصنف رحمه الله تعالى بالافراد، ويجوز «قبري صاحبيه» ويجوز أيضاً: قبور صاحبيه، كقوله تعالى: {فقد صَغَتْ قُلوبكما}. وقد تقدم مثل هذا.
«من التنعيم» قال صاحب «المطالع»: التنعيم: من الحِلّ: بين مكة وسَرِف، على فرسحين من مكة. وقيل: على أربعة أميال، وسميت بذلك، لأن جبلاً عن يمينها، يقال له: نُعَيْمَ، وجبلاً على شمالها يقال له: ناعِم، والوادي اسمه نعمان، بفتح النون.
الفوات: مصدر فات فَوْتاً وفَوَاتاً: إذا سبق فلم يُدرك، وهو هنا كذلك. والاحصار: مصدر أحصره: إذا حبسه، مرضاً كان الحاصر أو عدواً، وحصره أيضاً، حكاهما غير واحد. وقال ثعلب في «الفصيح» وحصرت الرجل: إذا حبسته، وأحْصَرَه المرض: إذا منعه السَّيرَ. والصحيح أنهما لغتان. وقوله تعالى: {فإن أحْصِرْتُم}. ظاهر في حصر العدو لوجهين، أحدهما: أن الآية نزلت في قصة الحُدَيْبيَة وكان حصر العدو. والثاني: أنه قال بعد ذلك: {فإن أمِنْتم}. والأمن من الخوف. «ومن أحصر بمرض» وقوله: «لمن حَصَره العدوّ» على ما قرر من اللغتين والله أعلم.
الهدي: ما تهدى إلى الحرم من النَّعَم وغيرها. قال الأزهري: أصله التشديد، من هديت الهدي أهديه، وكلام العرب: أهديتُ الهَدْي إهداءً، وهما لغتان، نقلهما القاضي عياض، وغيره. وكذا يقال: هَدَيْت الهديَّة، وأهديتُها، وهديتُ العروسع وأهديتُها، وهداه الله من الضَّلال لا غير. والأضاحيُّ: مشدد الياء: جمع في واحدته أربع لغات: أُضْحِيّه، وإضْحِيّة، بضم الهمزة، وكسرها، وتشديد الياء فيهما. وضَحِيّة، بوزن سريّة، والجمع: ضَحَايا، وأضحاة، والجمع: أضحى، كأرطاة وأرطى. نقله الجوهري عن الأزهري. ونقل عن الفراء أنه قال: الأضحى: يذكر ويؤنث، تقول: دنا الأضحى، ودنت الأضحى. «التي لا تنقي» تُنْقِي: بضم التاء، وكسر القاف، من أنْقَت الابلُ: إذا سَمِنَتْ وصار فيها نِقْيٌ: وهو مخ: العظم، وشحم العين من السمن. «البين ظلعها» بفتح اللام وسكونها. أي: غمزها. «وتجزىء الجماء والبتراء والخصي». «الجماء»: بالفتح، والمد، والتشديد: التي لا قرن لها. و«البتراء»:بوزن حمراء، المقطوعة الذنب. و«الخِصيّ»: المسلول البيضتين، فعيل بمعنى مفعول، وفي معناه: مَنْ ذهبت خصيتاه، بقطع أو نحوه. «معقولة» أي: مشدودة وظيفُه مع ذراعه بالعقال. «فيطعنها» يطعن: بضم العين وفتحها، بالقول، وبالحربة، لكن الأكثر «يطعَنُ» بفتح العين في القول، وبضمها في الحربة ونحوها، ونونها مفتوحة بالعطف على الاسم الصريح. «في الوهدة» الوهدة: بسكون الهاء، المكان المطمئن، والجمع: وهد، ووهاد. عن الجوهري. «والعُنُق» بضم العين والنون، وسكونها: الرَّقبة، تذكر وتؤنث، والجمع أعناق. «ويذبح» الوجه نصب «يذبح» ويجوز رفعه على الاستئناف. «منك ولك» أي: من فضلك ونعمتك عليَّ، لا من حولي وقوتي، ولك التقرُّب به، لا إلى شيء سواك، ولا رياء، ولا سمعة. «ووقت الذبح يوم العيد» برفع يوم، خبر المبتدأ، ويجوز نصبه على الظرف. «أو قدرها» بالجر، عطفاً على الصلاة. «أو تقليده أو إشعاره مع النية» التقليد: مصدر قَلَّد، قال الجوهري: وتقليد البَدَنَة: أن يُعلَّق في عنقها شيء، ليعلم أنها هَدْي. وقد ذكر المصنف رحمه الله بعد هذا أنه: «يقلَّد الغنمُ النعل، وآذان القِرَب، والعُرى» ولا يختص التقليد بالابل والغنم، بل يُسنّ تقليد البقر أيضاً.
والاشعار: في أصل اللغة: الاعلام، يقال: أشعرته بكذا فشعر، أي: أعلمته فعلم. وهو في الشرع: إعلام مخصوص، وقد فسره المصنف رحمه الله بعد هذا بقليل. ولا يختص الاشعار بالابل، بل تشعر البقر أيضاً. «يبدلها» بضم الياء لا غير. «ما لم يضر بها» يُضرّ: بضم الياء، وكسر الضاد، ويجوز فتح الياء وضم الضاد. حكاهما ابن سيده، وغيره، وحكى ابن القطاع: ضَرَّه وأضرَّه. «ما فضل عن ولدها» فضل: بفتح الضاد، ويجوز كسرها. «ووبرها» هو بفتح الباء، واحدته وَبَرَةٌ. وقد وبر البعير، بكسر الباء فهو وَبِرٌ، وأوْبَر: إذا كثر وبره. «وجلها» بضم الجيم: ما تجلل به الدابة، وجمعه: جِلال، وجمع جِلال: أجلَّه.
«من مثلها أو قيمتها» الوجه أن يقال: من مثلها وقيمتها، بإسقاط الألف، فحيث جاء بالألف، كانت «أو» بمعنى: الواو، وقد جاءت ـ والمراد بها الواو ـ كثيراً، ولها شواهد موضعها كتب النحو. «وصبغ نعله» النَّعْل تذكر، وتؤنث. «صفحته» صفحة كل شيء: جانبه، والمراد هنا: صفحة سنامها، كما ذكر. «من أهل رفقته» رفقته: جماعته الذين يرافقهم في السفر: بضم الراء وكسرها، عن الجوهري. «فيشق صفحة سنامها» السُّنَّة شق الصفحة اليمنى، وعنه اليسرى، وعنه يخير بين اليمنى واليسرى، والصحيح: الأول. «ويهدي ثلثها» بضم الياء، ويجوز فتحها، لغتان، نقلهما الزجاج في «فَعَل وأَفْعَل». «والعقيقة» العقيقة في الأصل: صول الجذَع، وشعر كل مولود من الناس، والبهائم الذي يولد عليه. قال الجوهري. وقال غيره: العقيقة: الذبيحة الذي تذبح عن المولود يوم سابعه. وأصل العَقِّ: الشقّ، فقيل: سميت هذه الشاة عقيقة، لأنها يشقّ حلقها. وقيل: سميت عقيقة: باسم الشعر الذي على رأس الغلام، وهو أنسب من الأول. «مؤكدة» مؤكدة: بالهمز، ودونه. يقال: أكدت الشيء ووكدته، فهو موكد، ومؤكد. وحكى ابن القطاع: أكدته، وآكدته، ووكدته، وأوكدته، فيكون ست لغات. «بوزنه ورقاً» قال الجوهري: الورِق: الدراهم المضروبة، وفيه أربع لغات: ورِقٌ، كوتِد. ووَرْقَ: كفَلْس، ووِرْق: كعِلْم، وَرِقة كعِدَة. وقيل: يطلق على المسكوك وغير المسكوك. وقيل: الورِق المسكوك. والرّقة: الفضة كيفما كانت، الأخيران عن صاحب «المطالع». «ولا تسن الفرعة» الفرعة بفتح الفاء والراء، والفرَع: أول ما تلد الناقة، كانوا يذبحونه لآلهتهم. وقيل: كان الرجل في الجاهلية إذا تمت إبله مئة، قدم بكراً فذبحه لصنمه وهو الفرع «والفَرَعَةُ» مرفوع، لقيامه مقام الفاعل، على حذف المضاف، تقديره: ولا يُسنُّ ذبحُ الفَرَعَة.
«ولا العتيرة» قال أبو السعادات: كان الرجل يَنذِرُ النَّذْرَ، يقول: إذا كان كذا وكذا، أو بلغ شأوه كذا، فعليه أن يذبح من كلِّ عشرة منها في رجب، والذي فسره به المصنف رحمه الله تعالى أكثر، وهو: أنها كانت تذبح من غَير نذرْ. والله تعالى أعلم.
|